سعدت بالمشاركة في تحقيق عن الشعر العربي في مجلة سيدتي.
«الشعر هو الإرث التاريخي للعرب وحاضرهم ومستقبلهم».
عن واقع الشعر في العالم اليوم، ومدى تأثره السلبي بتقدُّم الرواية إلى واجهة الثقافة العربية، يوضح حاتم الشهري، الأديب السعودي، أن «الشعر لم يمت، ولن يموت. الشعر هو الإرث التاريخي للعرب، وهو حاضرهم ومستقبلهم، ربما يضعف وتتفاوت مستوياته، لكن من المستحيل أن يموت؛ لأنه موهبة العرب الخاصة والخالدة، وكل الأمم تملك مخزونها من الشعر؛ لكن للشعر العربي الكثير من الخصائص التي تميزه عن شعر باقي الحضارات والشعوب الأخرى بالنسبة لنا على الأقل». عن موضوعات الشعر، يلاحظ الشهري أن «الغربة هي أكثر موضوع يُطرح، وبأساليب مختلفة في الشعر؛ لأن الإنسان بوجود مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح يشعر بالغربة الروحية والأخلاقية، وهو في وطنه وداخل غرفته، وهذه الغربة ربما لا تكون حقيقية، ولكنها غربة مزيفة بسبب ما يراه من شلالات لمقاطع المشاهير التي تجعله يزدري نفسه ويزدري حالته… لقد أصبحت هناك غربة عكسية من الخارج للداخل».
وفي ظلّ تسيد الرواية عالم الأدب خصوصاً، وفي حضور جوائز عدة للروائيين، يقول الشهري: إن «لكل زمن ديوانه، وقد كان الشعر ديوان العرب لأزمنة طويلة مضت، ولا أعلم إن كان يجدر بنا القول إنه زمن أصبحت الرواية فيه ديوان العرب؛ كونها الأكثر انتشاراً وتسويقاً، إضافةً إلى أنها الأكثر حملاً لهموم وقضايا المجتمع، لكنها ليست الأكثر تأثيراً، وقد يأتي الغد ونرى القصة القصيرة تحتل مكان الرواية مثلاً، وكل هذا لا يلغي أثر الشعر، ولا يعطي الرواية أو أي جنس أدبي أفضلية على جنس أدبي آخر. لا يخفى على أحد أن من أهم أسباب شهرة الرواية هو انتقال كثير من الشعراء والقصاص إلى حقلها، فالجوائز الممنوحة للرواية كثيرة، وعائداتها معقولة ومغرية، والأوضاع المادية لكثير من الأدباء العرب ليست جيدة؛ وهذا سبب للانتقال إلى حقل الرواية لا يصرح به الكثيرون، لكنه حقيقي وواقعي، ولو كان هذا الانتقال على حساب تغيير نوع ونمط الكتابة التي اشتهروا بها سابقاً».