أنا شجرة تتألم من خيانة المنشار..
لطالما حملت أحزاني، لم أعد قادرا على حمل السلاح..
كلهم يحفرون في الأرض، وأنا أحفر ذاتي بحثا عن ذاتي..
في كل حياتي كنت أحمل (ربما)
وعدت تحملني (لكن)..
بحثت عن رفقة جديدة غير التي معي..
فتحت درج الكوميدنة
وجدت:
خنجرا
مسدسا ملقوما
غضب خامل
حزن قديم..
أغلقت الدرج وحافظت على ما معي وهربت..
هربت من أمي لأواجه الحياة وحدي..
وعندما كبرت عدت إليها لكن قالت:
لا أحضان للهاربين/ العائدين
ولا لغيرهم..
كنت أبكي في الليل:
هناك من يغتال حلمي..
أحلامي معطوبة..
امرأة تمشي بحمالة صدر على قدميها،
وشماغي “جنز” على رأسي..
أقوم كل يوم والفأس بجانبي ملطخة بالدماء
وتحت السرير أكوام من الأحلام المقتولة..
أنا عارٍ وشلال الرماد يغسلني..
أحاول فتح أزرار قميصي لكنني عارٍ..
وحينما أردت تحرير العصفور بداخلي
صار القفص عصفورا وحلّق القفص
داخل العصفور..
حينما جردت الأبراج لم أجدني في واحد منها..
لا السرطان ولا العقرب..
برجي برج الوحدة..