لا تموت، لا تطير
يوميات شاعرة تدرس الحقوق
حصلت على هذه اليوميات حينما كنت في إيطاليا، ولم اقرأها إلا بعد العودة بفترة..
قرأته في الوقت المناسب لأني كنت بحاجة إلى من يعيدني إلى نبوءة الشعر..
غلاف الكتاب
لن تجد أفضل من ميس وهي تهديك إلى طريق الدهشة، وأنت تراها وهي تقبض على عنصر الانتباه في القراءة..
شِعْرها تنورة قصيرة غير محتشمة؛ لكن من قال أن الشعر يجب أن يكون محتشما؟
تقول في الصفحة الأولى (ما المشكلة مع ما أفعله) لا مشكلة يا ميس لديك، المشكلة لدينا نحن القراء الذين نتشبث بما تكتبين صفحة تلو الصفحة..
الحمل بين ساقيها ليست عملية مخطط لها؛ لأنه جاء فجأة (أصبت بالحمل) ومن يومها وهي تعود (بقايا فتات إلى البيت بانتظار الخلاص).
مغرورة كباقي أخواتها يلّفها وجد، وتعتقد أن روبير دنيرو سيقع في حبها؛ لكنها تعود أخيرا إلى رشدها (أنا كومبارس أبله، يشعر بالوجد).
تسأل بكل براءة (من يتحوّل إلى نبيذ هل من الممكن أن يعود عنبا)؟ ثم تقول:
(لو كنت حصرما لكنت ملكة الأطباق، والخضار، والشهوات) الله ما أجمل كلمة “حصرم”.
أذكر أني استخدمتها في كتابي تساؤلات (انفض غبار الحزن من أروقة الراحلين، واستبدل الحصرم المعلق،
بريحان يشبه ريحان الجنة) قالت لي مدققة الكتاب حينها: استبدل كلمة حصرم؛ إنها كلمة عتيقة، لكن يبدو أن المدققة مخطئة، ها إنها ميس تستعملها بكل أناقة لتكون حصرما وتكون ملكة أيضا.
ليست موحّدة في الحب؛ تؤمن بالشرك، إنها مشركة في الحب (أغار عليك من نساء كنّ قبلي؛ لأنني لم أكن أبدا موجودة، تعجبني فكرة المشاركة أكثر من فكرة اللاوجود).
إنها تضع كمينا للرجال حينما حوّلت نفسها لبئر (أدركت معنى الرجال لما فتحت هوّة النور بيني وبينهم، وصاروا يمرون ويقعون. حينها أدركتُ أنني بئر).
حينما جلست على كرسي أمام الطبيب النفسي تخيّلت أن (آدم وحواء جالسين على كرسي، وأحدهما يعترف للآخر بأشياء غامضة وسرية ثم جاء التفاح، وأفسد كل شيء، حتى السر)، في بعض الثقافات التفاحة لم تكن في الشجرة، إنها جالسة على الكرسي أمام آدم!!
إنها تؤمن بالفضفضة والحديث عن الذكريات بإسهاب مع شخص يفهم هذا الحديث لأن (ما يتراكم في داخلنا ويجعل نفوسنا ساخنة هو الخشب المنقوش عليه ذكرياتنا والمرميّ في قيعان دواخلنا.
الرائحة الكريهة التي تخرج من قلوبنا هي رائحة تعفن الذكريات، وليس هي بنفسها).
يعجبني الشاعر الذي يعرف ما هو كثير في ديوانه (ثمّة كثير من الدم في قصائدي أعرف هذا، والتوت أيضا) والكثير من الحب أيضا.
أؤمن بنصيحتها (لا تقترب من شجرة مضيئة بشدة) الشجرة قد تكون: رجل/ امرأة/ كتاب…إلخ.
هي لا تخرج من العمل حتى تسمع الأبراج مع إحدى المنجمّات بعدما تنهي الحديث عن برج الدلو (قالت إنه يوم مليء بالطاقة لمواليد برج الدلو، لكنني بكيت كل اليوم، هل طاقتي طاقة غيمة).
رأت امرأة مع زوجها وقالت أن الزوجة ليست سعيدة ولو تظاهرت بالسعادة، لماذا؟ (من يعرف الكآبة يتعرّف عليها عند الآخرين).
يعجبني في ميس أنها تكتب عما تحب مثل الرقص أو عما تتألم منه مثل الدورة الشهرية.
ليست كل الحروب تقع في الخارج، في أحيان كثيرة تكون الحرب في “الداخل”.
قال لها صديق ما أن قرفول قد يكون اسم زهرة؛ لكني أقول أن قرفول معناه: الإبداع.
الكتاب من المقاس المتوسط يقع في 122 صفحة، الصادر من منشورات المتوسط عام 2023م.
