معرض الرياض الدولي للكتاب 2022م كان تقريبا ثاني معرض دولي للكتاب أذهب إليه بعد معرض الشارقة الدولي.
جاء معرض الرياض والنفوس مشرئبة إليه، والناس ظمأ إلى المعارض وإلى الإلتقاء وجها لوجها بعد موجة كورونا البئيسة، وأيضا كنا متحمسين لرؤية أول معرض للكتاب من تنظيم هيئة الأدب والنشر والترجمة بعدما انتقل التنظيم لها من وزارة الإعلام.
كان معرضا مهيبا وفتيّا في نفس الوقت.
قبل المعرض بفترة طويلة اتصل بي الصديق الأستاذ المترجم/ حسين نهابة صاحب دار أبجد العراقية ليسألني عن المشاركة؛ لكن لم تتيسر له المشاركة فأرسل كتبه لتشارك في جناح الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.
ذهبت للجناح وكان أجمل جناح في المعرض؛ لأن كثير من منشورات الاتحاد كانت (شعر النثر) هذا الشعر الذي أهتم به وأكتبه.
من الكتب التي شدتني كتاب (نصوص السبورات غلطة العراقي) لوسام هاشم.
الديوان مليء بالدم والرصاص والمعارك والدبابات، إنه انعكاس لواقع العراق الحزين (لا ملائكة في الحرب ولا ملائكة في الردهات)..
كل الناس رفقتهم أصدقاء وحب ووردات إلا وسام له رفقة خاصة (ابحث عن رفقة فلا أجد سوى بندقية وسكاكين وأخوة في الرماد)..
كان في بيتنا مذياع يذيع القرآن؛ لكن مذياع بيت المؤلف يذيع أسماء القتلى (في المدرسة جرس، في باحة البيت مذياع يصرخ كثيرا بأسماء قتلى الدبابات)..
الديوان مأساوي وحزين، ولست أطالب أي شاعر بأن يكون تفاؤلي أو متطلع إلى حياة أفضل؛ لأن أغلب الشعراء يكون شعرهم انعكاسا لواقعهم (منذ عقود طويلة نزل حطابون من السماء بيدهم معاول وصاروا يحصدون أحلام الناس في بلادي)..ماذا تنتظر من أناس أحلامهم محصودة بمعاول!!
إنه يلكز بعصى شاعريته خاصرة المشهد( في الحروب الفئران أشد ضراوة من النمور) من جرب الحرب عَلَم عِلم اليقين صدق كلامه..
حينما لم يمت برصاص حي، ذهب يبحث عن رصاصة قديمة (أعود أبحث عن طلقة أخطأتني منذ ثلاثين عاما وأدلها إلى قلبي)، إنه يحرر الشيكات ليس بمبلغ مالي ولكن بمبلغ من الأعوام لا ليشتري عقارات، وإنما ليشتري الموت (أحرر شيكا بمبلغ خمسين عاما فقط لا غير وأرسله إلى بنكين لبيع وشراء الموت).
وسام هاشم قدّم لي ديوانا نثريا بديعا، وأنا الذي كدت أن أنسى جماليات شعر النثر.
شعر النثر ذلك الشعر الذي يكتبه الكثير، ويتقنه قلة.
الديوان من القطع المتوسط يقع في 273 صفحة، من إصدارات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الصادر عام 2021م.