أعلم الآن أنك في دار الحق، وهذه نعمة لا تضاهى لاسيما في دارنا التي أصبح الكل يدّعي أنه أشعر منك..
يا أبا محسَّد تعلم أني لا أحبك، والله يعلم ذلك؛ لكنني لم أدّعي يوما أني أفضل منك رغم كرهي لك؛ على الأقل
لدي شرف الخصومة، ومروءة العرب..
لقد خرج لنا أناس بعدك يظنون ويتخيّلون أنهم معك في المجد سواء؛ ولكن ليس لهم من الأمر إلا الظن (إن الظن لا يغني من الحق شيئا)..
لم يركضوا في ميدانك، وصهيلهم لا يشبه صهيل حصانك، ومع ذلك يتطاولون عليك، يعز عليّ ذلك..
من حقهم أن يحلموا ومن حق الصيارفة أن يقولوا هذا “ذهب” وهذا “نحاس”..
خلال ثلاثة أسابيع رأيت أكثر من أربعة أشخاص يدّعون أنهم أفضل منك، لم يدخلوا من باب الشعر بل دخلوا من بابك لأنهم يعلمون أنك أكبر من الشعر..
يعملون زوبعة لنذكرهم بك، ولتذكّرنا بهم..
يا أبا محسَّد نوما هنيئا فمازلت مالئ الدنيا وشاغل الناس..