أنا رجل يتقن ارتكاب الأخطاء؛ كأنني مفتون بارتكابها، وليست هذه الخصيصة الوحيدة بي لكن إذا ارتكبتها لا أعود إليها أبدا، وأحاول أن استفيد منها قدر الإمكان..
مع ارتكابي للكثير من الخطايا عرفت أن بعض الفوائد لن تأتيك إلا بعد الوقوع فيها على الأقل بالنسبة لي..
إن الوقوف دائما بجانب الصواب يجعلك ترى الأمور من جانب واحد لكن إذا كنت عشر مرات على اليمين ومرتين على اليسار ستكوّن نظرة شمولية للحياة..
لست فخورا بأخطائي؛ ولكني فخور بتجاربي التي جعلتني أنضج بسرعة أكبر..
أملك نضوج مرحلة الستين، لماذا؟ لأني سمحت لنفسي بالأخطاء وعشت تجارب عديدة في فترة قصيرة وكنت أسفنجة أمتص الفوائد وأتنكب ما عداها..
لقد عشت حياة عريضة، وأنا سعيد -بنفسي- التي سمحت لكيلينا أن نجرب الجانبين مع بعضنا البعض: الجيد والسيء في هذه الحياة..
لم تكن هذه التجارب والأخطاء مجانية، لقد دفعت ثمن التجربة، وهذا أقل ما استحقه..
لم اعترض ولن أعترض لأن هذه سنة كونية وأنا دوما أحترم القواعد..
أحب شيء لي في هذه الحياة القاعدة التي تقول “لكل فعل ردة فعل” ولذلك أحب ردة الفعل أيما كانت نتيجتها..
مؤمن بأن الله عادل وأطمئن لهذه العدالة وأنام قرير العين بجانب أخطائي الجسيمة وأمام نجاحاتي الضئيلة..
لا أقسو كثيرا على نفسي ولا أندم على ما فعلت لأني يبدو -والله العالم- أني إنسان..
هكذا يظهر لي بعد فترة طويلة أني إنسان، أو بتعبير أدق: أنا شبه إنسان..
لا أملك للأسف رفاهية المثالية..