7نوفمبر

ذهان 4:48

نشرت أني سأكون موجودا اليوم في معرض الشارقة فدعتني مشكورة الأستاذة لوركا سبيتي لحضور حفل توقيع كتابها (ذهان 4:48).

ذهبت دون أدنى توقعات في ديوانها..

أحب أن اكتشف الكتابة الجميلة، أطير فرحا باكتشاف دهشة جديدة..

كانت ترتدي حلق وسلسال على شكل لبنان، وحينما سُئلت عن هذا السلسال قالت: نحن نحمل لبنان معنا..

أخذت ديوانها وقرأته في المطار وأنا راجع إلى الرياض، لم أستطع إقفاله، لقد كان كتابا مميزا وبرسومات الأستاذة ماجد نصرالدين..

الكتاب مميز بحق في كل شيء لاسيما الإخراج الفني..

كل نص شعري تقابله رسمة مستوحاة من القصيدة، والرسامة أبدعت في استنطاق القصيدة..

لقد تكامل الفن مع الشعر من أجل تقديم مادة مرضية للقارئ..

الملفت أن الرسامة موجود اسمها بجانب المؤلفة، وهذه نقطة تحسب للجميع إذ أن الغالب لا يضع اسم الرسام وإن وضعه فلا يضعه إلا في صفحة الردمك وربما بخط صغير لا يكاد يُرى.

الأستاذة لوركا وهي توقع ديوانها

لدي عادة في قراءة الكتب، إذا أعجبني شيء من الصفحة فإني أحدده باللون الفاقع حتى

أستطيع أن أعود لمكامن الجمال في الكتاب حينما أفرغ منه، ولقد كان ديوان الأستاذة لوركا مليء بالألوان الفاقعة لشدة اعجابي بكثير من القصائد..

لقد تمرنت الشاعرة على أشياء كثيرة:
(تمرنت جيدا على القناعة
صار بإمكاني العيش
بلا حلم.
تمرنت جيدا على الصبر
صار بإمكاني العيش
بلا قدمين.

تمرنت جيدا على القبول
صار بإمكاني العيش
في بئر.

تمرنت جيدا على الوحدة
صار بإمكاني العيش في غابة).

إنها تعترف أنها تعيش حياة ليست لها:

(أعيش حياة ليست لي
استعرتها من امرأة ملّت منها)..

هي شاعرة ولكن ما مواصفات هذه الشاعرة؟
(شاعرة قضت عمرها نافذة لحائطٍ
لا ينبت عليه العشب
والعصافير الرحيمة..

شاعرة قضت عمرها على مقعد
جلس الكثيرون بجانبها
ولم يكن بجانبها أحد
هي، والمقعد صارا رمادا.

شاعرة دخلتِ الحزن
ولم يعثر عليها أحد).

إنها تتشكّل وتتحول من نافذة إلى مطرقة:
(صرت مطرقة في مزاد علني
جدارا يشعر بالوحدة
وعليه معلّقة كل لوحات العالم).

خلاف كل النساء الأستاذة لوركا ليس لديها مشكلة مع الرجال؛ بل مشكلتها مع شقيقاتها من بنت نوعها:

(لم يخني الرجال يوما
بل خانتني النساء
جدتي التي
لم تحب جدي
وأنجبت منه قبيلة
وأنجبتني
أورثتني غضبها المتواري
خلف بطنها المكور!
ها أنا أحفظ الشتائم بكل اللغات
وأقف أمامي مذهولة بلا إجابات).

تتحدث عن صديقتها:
(تضع وجهها في الثلاجة كل ليلة ترتديه عند الصباح) ولذلك يكون وجه صديقتها باردا كل يوم..

كنت أتوقع أن الأستاذة لوركا تريد أشياء خارقة للعادة لكن خاب ظني:
(كنت أحتاج فقط
إلى عناق سريع وتافه
لا يترك أثرا
ولا يلاحظه أحد
لا تليه قبلة
ولا يسبقه حديث).

إنها تريد عناقا فحسب..

كل حبيب في العالم يهدي حبيبته وردة، وربما عطرا، وفي بعض الأحيان قبلة؛ لكن حبيب الأستاذة أهداها حبلا:
(حبيبك أتقولين حبيبك

ذاك الذي أهداك حبلا رأفة بك).

أتخيل ذلك الحبل على هيئة مشنقة!

غلاف ديوان ذهان 4:48

الحقيقة أني استمتعت بقراءة كتاب الأستاذة لوركا، وكتابها كان أحد الأشياء الجميلة في المعرض..

الكتاب من القطع المتوسط يقع في 98 صفحة من إصدارات شركة المطبوعات للتوزيع والنشر الصادر عام 2022م.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    2 تعليقان

    1. تشوقت لقراءة هذا الكتاب

    أضف رد على anissa إلغاء الرد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *