23ديسمبر

الفوز بالاهتمام

كما جاء في الخبر:

“يستهدف تطبيق “…..” طلاب الثانوية، فعند تحميله سيطلب منك تحديد المدرسة التي ترتادها بحسب بيانات موقعك، ثم سيطرح عليك أسئلة بخيارات متعددة مثل: “من أجمل شخص قابلته في حياتك؟” والخيارات تكون أسماء زملائك في المدرسة الذين سجلوا في التطبيق معك، وعند اختيارك لشخص معيّن ستصله رسالة أن شخصًا ما اختارك لهذا السؤال”
إن هذا البرنامج وغيره من البرامج عرف حاجة الإنسان
الأصلية الفطرية في أن يكون موضع اهتمام، ولذلك أصبح الإنسان هو نفسه الهدف.
“كما أن التطبيق يحاول أن يجعل دورة إفراز الدوبامين في الجسم مستمرة، وذلك بتحفيز المراهقين للتحقق من رسائل جديدة ذُكرت أسمائهم فيها باستمرار”
لقد اختاروا طلاب الثانوية تحديدا لعلمهم أن الطلاب في هذه الفترة العمرية تشرئب نفوسهم
وتطلّع إلى أن يكونوا موضع اهتمام وأن يكال لهم المديح آن الليل وأطراف النهار..
منذ الصغر والرضيع يبكي من أجل أن يسترعي اهتمام أمه، واليافع يرقص ويعمل حركات بهلوانية
من أجل الفوز بضحكات الآخرين ولفت انتباههم..
الكل حتى الطاعن في السن يحبّ أن يكون في دائرة الضوء..
لا أحد يحب أن يكون على الهامش وخلف الكواليس، ولذلك ومن خلال المناسبات الثقافية
ألتقي أحيانا بالرموز الثقافية التي ربما نسيها الزمن وحينما أحتفي بهم تنشرح صدورهم ويخبروني بسرعة عن عقوق هذا الزمن وأن الجيل الحالي لا يقدّر رموزه، ولا يرعى حقهم، وهلّم جرا..
المشكلة في بعض الرموز يريد أن يكون موضع اهتمام حتى بعد مماته..
بعض هؤلاء “الديناصورات” ليست مؤمنة بأن هناك جيل جديد حمل الأمانة وكان خير سلف
لخير خلف..
إنهم لا يؤمنون بالانقراض ولذلك تجد البعض منهم كثير الحنق، دائم الانتقاد لأي فعالية لا يتم دعوته
إليها..
نحن نكن كل التقدير والاحترام إلى كل الرموز ولكن لكل زمن دولة ورجال..
أعتقد أنه يجب علي كتابة مقال مستقل عن “الديناصورات الثقافية”..
أصبحت صناعة البرامح والتطبيقات وحتى الإعلانات قائمة على علم النفس لسد الاحتياجات
الفطرية النفسية لدى المرء..
كل الشركات تريد أن تفوز باهتمام المرء، ولهذا تكثر الإعلانات في كل مكان وبشتى الصيغ حتى أن البودكاست الذي كان عصيّا على الإعلانات أصبحت هناك إعلانات داخل البودكاست..
العجيب أن حتى البودكاساتات التعليمية يتخللها إعلانات ربما أكثر من المادة التعليمية، كل هذا الحشد من أجل الفوز بلحظة من اهتمامك، ولذلك اهتمامك قيمة عليا، لا تمنحها لأي أحد..
تم نشر هذه المقالة في مجلة فرقد الإبداعية:

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *