25سبتمبر

قلبي على نون النساء

رجعت إلى طبيعتي بعدما قرأت الشعر..

انصرفت عن الشعر فترة بحكم أشغالي، نبتت لي أظلاف وقرون وكدت أمشي على أربع..
أشعر أن الشعر يهذبني/ يقلّمني/ يؤطرني
يجعلني تمساح بأجنحة من نور..
الشعر قادر على ضبطي/ كبحي..
يزيحني من الخريطة، يدخلني كهوف المعرفة..
أعترف: أنا مدمن شعر، أتعاطاه وأعاني من أعراض انسحابية إذا تركته..
أصب القصائد على حراشيفي فتذوب/ تنصهر
تذهب بلا عودة..
أنا مدمن قافية، وأسير للموسيقى الشعرية..
مسجون في أتون الدواوين..
صلبوني على باب القصيدة وطاب لي المُقام..
تبعثرني الحياة ويجمعني الشعر..
إذا تغيرت على أهلي يقولون صبّوا عليه من البيان..
أغتسل بالقصيد، أتحلل وأصبح فكرة سامية..
القصائد تعيد إنسانيتي من جديد..
روضة الحاج أخذتني بيدي إلى الحياة مرة أخرى فهي تقول:
(وأني جئت من نون النساء
قلبي على نون النساء)
يا عيني ويا قلبي ويا كل كلي..
(قد يريح قليل من الصدق)
والكثير منه ممض..
(يحصي خطوط الحزن في وجهي)
وأنا أحصي عدد أيام غيبتي عن الشعر، أعد الليالي ليلة وتعدني..
(هي امرأة مثل كل النساء
على بابها يقف الخوف
منتظرا دوره في الأمان)
وأنا أقف على الباب انتظر دوري في البلاغة!!
(صادرتني
حتى جعلتك معلما
فبغيره لا أستدل
والآن يا كل الذين أحبهم
عمدا أراك تقودني
في القفر والطرق الخواء
وترصّدا تغتالني
انظر لكفك ما جنت
وامسح على ثوبي الدماء
أنا كم أخاف عليك من لون الدماء)..
اسمها روضة وأعتقد أنها جنان لا روضة..

قطفت بيدي من جنة ديوانها (قلبي على نون النساء) ما أخجلني من القطف، وما صيّرني أداة عطف..

لم أكمل الديوان ولو أكملته أصابتني عدوى السحر، ويطاف بي في الأسواق ويقال: هذا من استزاد من الشعر..
بالصدفة أمس تقاطعت مع الشاعر/ أحمد بخيت، ضرب كتفي بكتفه..
شعرت لوهلة أن عرقا من ذهب قد لمسني..
أصبحت شاعرا الآن..
كان يمر من بين الجموع خفيفا كطيف عابر، لا أحد حوله، كالمبدعين تماما..
واليوم ضرب كتفي بكتف ديوان روضة أصبحت شاعرا مرتين..
من مثلي قلبي أو من مثل ساكنه
الله يحفظ قلبي والذي فيه
الله يحفظ المبدعين الذين يهبون لنا أسبابا إضافية للبقاء في هذه الحياة..

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *