27أغسطس

ملتقى الأدباء


ملتقى الأدباء
لقاء يتجدد لإثراء الأدب في عاصمة الشعر العربي.

ولأن الأدب شراكة ومشاركة ونتاج جمعي يبنيه أبناء الوطن استضافت أكاديمية الشعر العربي برعاية هيئة الأدب والنشر والترجمة ملتقى الأدباء الثاني في الطائف وعاصمة الشعر العربي لعام 2022، بهدف تبادل الآراء والرؤى حول المشهد الأدبي وسبل تطويره.

تشرفت بدعوة كريمة من هيئة الأدب والنشر والترجمة لأتحدث عن تجربتي كوكيل أدبي.

وصلت إلى الطائف الساعة 7:20 صباحا يوم الجمعة 26 أغسطس 2022 وكانت درجة الحرار 27 درجة مئوية، لقد كان اختيارا رائعا للطائف فقد هربت من سعير الرياض لفترة وجيزة وكان الفريق المنظم في استقبالنا مشكورين.

يلتقي في يومين وتحت قبة واحدة أكثر من 150 أديبا من مناطق المملكة الحبيبة من أجل تبادل الرؤى حول المشهد الأدبي وسبل تطويره.

كان التنظيم رائعا واجراءات الدخول والخروج سلسة للغاية، فقد أبدعت أكاديمة الشعر العربي برعاية هيئة الأدب والنشر والترجمة في اخراج هذا الملتقى بأفضل حلة وأجمل صورة.

كان حديثي في الجلسة الرابعة حول تجربتي وكيلا أدبيا، وكان المشهد عظيما في نفسي إذ أني أتحدث أمام صناع القرار في المشهد الثقافي.

ومما لا شك فيه أن تنظيم مثل هذه الملتقيات تعود بأكبر الأثر والفائدة على المشهد الثقافي بشكل عام، فهي تجدد الأواصر بين الأدباء، وتقلّص الفجوات التي قد تخلقها ظروف الحياة من عمل أو انشغالات أو مسافات تفرضها الجغرافيا فيما بينهم، وتمد جسور جديدة لوجوه جديدة وتجارب شابة لم تسمح الفرص للكبار منه بلقائها سابقا، مما جعل التلاقح وتمازج الأفكار أمرا حتميا سيؤدي بالضرورة إلى إنتاج صورة مشرقة لابد منها، فبمثل هذه الملتقيات نحن نعبر إلى مستوى جديد، وإلى المستقبل الذي نطمح لبنائه، ونناضل على كافة الصعد من أجل تحقيقه.

لقد تشرفت بكوني واحدا من الأدباء المدعوين للمشاركة مع زملائي الأدباء المبدعين من كل الأجيال.

وتكحلت عيناي برؤية الكثير من أولئك العدائين في مضمار الأدب والثقافة، وقد طال الشوق إلى لقياهم، وتاقت النفس إلى حديثهم، فكان هذا الملتقى مضخة تعيد بعث الدماء النقية في جسد الشوق، وأداة لردم الفجوة الموجودة بين الأدباء على اختلاف تجاربه وأجيالهم، فقد وثّق الملتقى عرى المحبة، وشُدّ أواصر الصحبة.
ركبنا مركب ملتقى الأدباء  ليبحر بنا إلى تطلعاتنا حول المشهد الثقافي، وجرت خلاله العديد من النقاشات المهمة التي تثري التجارب الشخصية في كل جنس من أجناس الأدب، وأقول هذا انطلاقاً من نفسي فقد كانت لي على هامشه العديد من الحوارات واللقاءات الغنية مع من أعتدّ بهم من أدباء المملكة، والذين شكلوا خلية نحل حقيقية من صفوة الأدباء الذين عرفناهم..
كما صدرت عن هذا الملتقى الهام مجموعة توصيات واقتراحات سيتم العمل بها ليبقى وجه الأدب مشرقا لدينا كما عهدناه دوما..

كما وفقت الهيئة في اختيار الزمان والمكان فقد كانت موفقة في اختيار الطروحات والإنسان..

وأختم تحيتي هذه بما ختمت به حديثي في الكلمة التي ألقيتها:

يقولون في المثل الشعبي: الكورة في ملعبك..

الهيئة لم تعطنا الكورة فحسب، بل منحتنا الملعب كاملا..

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *