حينما يقول لي أحدهم -وهو لا يعرفني- تواصل معي على الواتس، أشعر هنا بحرج كبير جدا لأني لا أملك واتسا؛ إذن لا وسيلة للتواصل، فينهار المشروع، أو تنهار الفكرة التي بيننا بسبب عدم وجود الواتس..
ربما يكون هذا عيبا لدي؛ لكنه عيبٌ محبب، كما أني لا أطالبه بإيجاد وسيلة غير الواتس، هو أتوقع أنه سيتفهم عدم وجود الواتس عندي..
أعترف أنه بسبب عدم وجوده لم نكمل كثير من الأحلام؛ لكن أعتقد أن هذه هي الحياة..لا تأتي على “الكيف” دائما..
المحرج أحيانا أن الطرف الآخر ينتظر مني تواصلا على الواتس، وإذا تواجهنا بعد مدة يعاتبني على عدم تواصلي، فأخبره بعدم وجود الواتس، ويسود صمت طويل والسؤال المعهود: لماذا ليس لديك واتس؟ ثم يدور بيننا حوار ممل مترهل قد تمت مناقشته معي ستين ألف مرة مع عدد لا محدود من الناس، ولكن المسكين الذي أمامي لا يعلم بحالتي..
أعترف بنوع من الخجل البسيط، أن الخلل من عندي؛ لكني أحب أن أدير حياتي بالطريقة التي أراها مناسبة؛ ولكن هذا على حساب انهيار بعض الأحلام والمشاريع؛ لإني أعتقد أن المشروع الذي ينهار بسبب عدم وجود واتس هو مشروع هلامي..
الحل الأسهل: (حط واتس وريح نفسك) أنا مرتاح بدونه، وسأبقى ما استطعت بدونه؛ لأن المسألة بسيطة لا أحتاج إليه، أو بعبارة أخرى: لا أريد أن احتاج إليه..
كما أن الناس وسيلتهم المريحة في التواصل الواتس، فأنا وسيلتي المريحة هي الرسائل النصية أو المكالمات الهاتفية أو الاجتماعات عبر الاون لاين..
لم أحجز نفسي في جزيرة؛ لكن كثير من الناس إما أن تتواصل معهم عن طريق الواتس أو لا شيء غيره، بينما الجزء الأريحي من الناس يتقبلون ويحترمون عدم وجود واتس عندي ويتواصلون بالطرق المتاحة معي وتستمر الحياة جميلة واعدة..
أكتب هذه المقالة لأني احتجتها كثيرا الأيام الماضية، وسأحتاجها كذلك في المستقبل..
في كل الأحوال أنا أحبكم جميعا، بواتس أو بدونه..