لطالما آمنت أن هناك عناصر مشتركة بين كل فئة معينة من الناس، سواء على الجانب السلبي أو الجانب الإيجابي وهذا الإيمان كان حدسا حتى تم إثباته بقراءة كتاب (نجاحك في صباحك) لبنجامين سبول ومايكل زاندر ترجمة متعب فهد الشمري.
يؤكد الكتاب أن الطريقة التي يقضي بها المرء صباحه يكون لها الأثر الكبير على بقية يومه.
منذ أن قاما المؤلفين بإنشاء موقع (روتيني الصباحي) قاما باجراء مقابلات ونشر بيانات عن الروتين الصباحي لمئات الشخصيات الناجحة حول العالم، وتوصلا بشكل سريع إلى أن الكثير من الناس واعٍ بوجود طريقة ماء لبدء اليوم، واكتشفا عند التعمق أكثر فأكثر في لقاءات أولئك الناجحين وسؤالهم عن روتينهم اليومي أنه لا يوجد أحد منهم تقريبا يترك شيئا للصدفة.
إذن حدسي كان في محله إذ أنه وبقراءة صفحات الكتاب ستجد أن أغلب من فيه يشتركون في عدة صفات كالاستيقاظ مبكرا (6 صباحا) والجميل والغريب في آن واحد أن مقصد المؤلفين (بالصباح) ليس شروق الشمس بل يعرفان الصباح بـ “وقت الاستيقاظ” سواء كان الاستيقاظ السادسة صباحا أو السادسة مساء؛ لأن فترة الاستيقاظ بمثابة منصة الانطلاق لبقية ساعات اليوم، وهذا لا يعني ضرورة الاستيقاظ مبكرا ولكن معناه وجوب استغلال فترة الصباح لإنجاز أكثر الأمور المهمة.
ربما تجد في هذا الكتاب أكثر من 300 روتين، وليس المقصود تطبيق أي روتين بحذافيره، ولكن المقصد أن يتم تزويدك بعدة طرائق للاستفادة من الساعة الأولى للاستيقاظ من أجل أن هذه الساعة هي حجر الأساس لبقية اليوم.
الكتاب يدفعك من أجل إحلال بعض العادات البسيطة الصباحية في يومك، من أجل أن تكون عادة أساسية في روتينك الصباحي.
هو لا يفرض عليك أي عادة أو أي روتين إنه فقط يعرض عليك روتين بعض أنجح الشخصيات على الكوكب..
يتم استخدام كلمة “روتين” في هذ الكتاب بمعنى إيجابي، وليس المقصود أداء أفعال رتيبة كل يوم؛ بل معناه أداء مهام ثابتة متسلسلة يكون لها أكبر الأثر في إنجاز المهام المنوطة بالمرء.
بنظرة خاطفة على الفهرس ستجد كم أن هذا الكتاب مشوّق، ويحمل بين طياته الكثير من المتعة فمرورا بكيف يبدأ النجاحون يومهم بكل حيوية، إلى الاستيقاظ إلى تمارين الصباح، ثم التركيز والانتاجية ثم تمارين الصباح والتأمل الصباحي ثم روتين الآباء والأمهات وغيرها من المواضيع التي قطعا ستخرج منها بكمية وافرة من العادات الصالحة لادخالها في الروتين اليومي.
إن هذا الكتاب يؤكد مما لا يدع مجالا للشك أن أغلب الناجحين لا يدعون بدايات يومهم للصدفة، وأنهم حينما يخلدون إلى النوم فإنهم يعرفون ماذا سيقومون به في الغد، فهم لديهم مهام واضحة ومكتوبة ومحددة من أجل أن يتم إنجازها..
ولقد قاما المؤلفين بعمل رائع حينما جعلوا في الخاتمة إحصاءات (أرقام) عن جميع الأشخاص الذين تمت مقابلتهم وحللوا هذه المقابلات وشرحوها عبر متوسط الساعات التي يناموها وماهو متوسط عدد ساعات يومهم، لقد قاموا بتقديم معلومات من ذهب وحولوها إلى رقم؛ لأن الرقم الآن أصبح هو الذهب..
الكتاب من إصدارات دار مدارك، يقع في 431 صفحة من القطع المتوسط، الصادر في 2020م.