كتاب أنا مريضة نفسيا لوفاء شلبي.
وفاء شلبي كاتبة مصرية.
المؤلفة
الكتاب عبارة عن مقالات قصيرة تتحدث عن كثير من المواضيع في حقل الطب النفسي.
أفضل ما امتاز به الكتاب هو لغته السهلة الممتنعة، والخفة في الانتقال في المواضيع ومن نقطة إلى أخرى.
الكتاب ليس تخصصيا، وكُتب للعامة؛ لكنه كان موفقا إلى حد بعيد في تقريب كثير من الاضطرابات النفسية لعقول غير المتخصصين.
الكتاب مليء بالحِكم والمقولات التي تصلح لأن تكون اقتباسا، وهذا بسبب المهارة الكبيرة لدى المؤلفة.
ما أعجبني في هذا الكتاب هو سعة أفق المؤلفة في تقبّل كثير من الحالات السلوكية لدى المرضى، وانتقادها لكثير من الممارسات للمعالجين النفسيين.
هي تذكر كثير من المواقف التي حصلت لها في العيادة بحكم أنها معالجة نفسية واختصاصية علاج زوجي أسري.
غلاف الكتاب
ومن أجمل المقالات التي قرأتها في الكتاب مقال بعنوان: البحث عن المعنى:
(بالرغم من أن بعض الفلاسفة والمعالجين مثل (يالوم) و(بوجينتال) قالوا إن االبشر يجب أن يتقبلوا فقدان المعنى لوجودهم وعدم وجود هدف كلي أو مطلق في حياة الناس ولا يوجد أي أدلة عليه غير ما يضعه الشخص ذاته بيده.
ولكن يظل فقدان المعنى هو قلق وجودي لأن الناس يبحثون عن معنى لحياتهم حتى ولو بدون وعي منهم، وأحيانا يكون المعنى موجودا ولكن غير مرئي بالنسبة لهم؛ لأنهم يبحثون عن معنى آخر ولا يجدونه).
وأفضل نصيحة لإيجاد معنى للحياة: لاحظ الباب المفتوح وكف عن الحملقة في الباب الموصد.
ومن الآراء الجرئية الواردة في الكتاب أن المؤلفة توافق أستاذها (فرويد) في كون -الجنس- هو المحرك الرئيس لجميع أفعالنا في الحياة، وأننا حيوانات جنسية؛ بل تقول أننا أعضاء تناسلية تمشي على قدمين.
وهناك بعض المواضع والنقاط التي لا أتفق فيها مع المؤلفة، مثل كلامها عن المثلية؛ ولكن بالجملة فالكتاب نافع في بابه، ويذكر كثير من المواضيع الحساسة والجريئة في قالب ممتع جدا.
وقد راسلت المؤلفة وذكرت لها آرائي التي لا أتفق معها في رسالة مهذبة طويلة، وقد ردت مشكورة متقبلة النقاط بكل رحابة صدر.
الكتاب من القطع المتوسط يقع في 188 صفحة، من إصدارات دار الشروق، الصادر في عام 2020م.
