لطالما كان “تويتر” خندقا وليس مساحة للحوار على الأقل في المنطقة العربية.
إنها ساحة قتال رومانية، الذي يفوز ليس الأجدر ولا الأعقل؛ بل عبل الذراع، وشديد البأس، وقبل هذا كله لماذا هناك فوز؟ أليس أجدر بالحوار أن يكون نقاشا بعيدا عن الربح والخسارة؟!
هذا هو المفترض؛ بيد أن الواقع يقول أن تويتر “مأزوم” ويتعامل مع النقاشات بنظام البورصة، ربح وخسارة، وجمع نقاط..
نشرت على صفحتي في تويتر وبقية مواقع التواصل فكرة (عناوين على ناصية الكتب، نهديك عنوانا ليكون كتابا) وفكرتها أنني أضع عناوين محتملة للكتب، لمن أراد أن يأخذ منها عنوانا لكتابه، وجاءت هذه الفكرة بسبب كثرة الطلبات التي تأتيني على البريد الشخصي، أو حتى على بريد مؤسسة حرف، وكان النص واضحا (نهديك) بمعنى أنها فكرة وهدية، وليست إجبارية على أحد أن يأخذ بها، ويستطيع من لا تعجبه الفكرة أن يطرحها ويمضي بكل سلام، وكل المواقع التي نشرت فيها المقال، كانت ردود الأفعال إيجابية؛ بل هناك إشادات ببعض العناوين، وهناك من قال “بكل أدب” أن العنوان يُصقل من مادة الكتاب كما ذكر ذلك الشاعر عدنان محيدلي.
أما في تويتر “ساحة القتال” فالفكرة أصبحت “عبثا” “وهرطقة”، وجاء هذا الرأي متضمنا كلمات توكيدية مثل “يجب” و”لابد”، وهي من الصيغ التي تفتقد إلى روح النقاش.
من هدية، إلى هرطقة!!
لا أريد موافقة عمياء على الفكرة، وتصفيق وإشادة، وبنفس الوقت، لم أحبب أن تصل إلى الأمور إلى العبثية والهرطقة من أجل اختيار عنوان للكتاب.
تويتر يعطي دلالة واضحة على قصر نفس الحوار بيننا كأعضاء فاعلين في المنظومة الثقافية، وعدم تقبّل الآراء بروح رياضية.
ليست سماحة النفس مع من يوافقك الرأي؛ بل السماحة تأتي مع من يخالفونك..
في كل مرة تجيء بارقة أمل لتقدمنا الحضاري على مستوى الحوار؛ إلا أن تويتر يحفر لنا الخنادق الكبيرة ليحشرنا نحن وبوارقنا ليؤكد لنا أننا ما زلنا في مؤخرة الركب..
استحالة أن نتقدم خطوة للأمام في ظل ضيق الأفق الشديد لدى البعض، لك كامل الحرية في أن ترفض أي فكرة بأسلوب مهذب، وبطريقة مثلى دون التمسك بالألفاظ الوعظية والتوكيدية..
من أجل عنوان كتاب: أمسيت مؤمنا، وأصبحت مهرطقا.
من أسوأ منصات التواصل التي تعاملت معها هو تويتر، على الرغم من أنك قد تستغله في الشيء الذي يهمك
إلا أنني رأيت أنه لفئة محددة يدعّون أنهم فئة مختارة لا مثيل لهم.
شكرا على التدوينة
لدي مقال سابق بعنوان (مبيان القوة) وقد فندت فيه خندق تويتر بشكل أكبر.
شكرا جزيلا لكِ أستاذة ولاء على القراءة والتعليق.
سعدت بك.