رواية الشيطان امرأة لهاندي ألتايلي.
ترجمة: ياسمين مصطفى
هاندي ألتايلي روائية تركية.
تدور أحداث الرواية في تركيا وهي رواية ليست خيالية؛ بل ربما تحدث أحداثها في الشارع الملاصق لبيتكم.
حينما يوجد الحب توجد المشكلات.
لا شيء يستطيع تدمير النفس مثل ويلات الغرام.
العقل دائما يحذّر وينبّه؛ ولكن القلب دوما صاحب القرار، وبسببه تحدث الويلات والشرور وعض الأصابع.
رواية بتحكم بها الحب وبشحصياتها بأسلوب فني جميل، وبلمسة إبداعية رائقة.
الرواية متماسكة ولم يكن فيها حشو أو ترهل؛ بل كانت الأحداث تسير بوتيرة جيدة من البداية حتى الختام.
لربما كانت الرواية تحاول شرح الغريزة الإنسانية وهي غريزة الأنانية، فالكل يفكر بنفسه، ولا يبالي بالآخر.
المهم أنا، والآخرين للطوفان.
بجانب الأنانية، تبرز أيضا رغبة البقاء، وهي الرغبة الحيوانية الأكثر شيوعا عند الإنسان.
إنه يحاول أن يبقى أكثر وقت ممكن على هذه الأرض بأفضل حال، ولو كان البقاء على حساب الأصدقاء والأحباب والجيران، المهم أن أبقى فقط.
هناك الكثير من المقاطع الجميلة التي من الممكن تصديرها كحكم وأمثال مثل:
-الميلاد هو أول خطوة نحو الموت، كذلك العلاقات، بمجرد أن تبدأ، تتحرك نحو نهاياتها، حتى يفرقكما الملل، الخيانة، الحياة أو الموت.
-يشبه الوقوع في حب أحدهم شن حملة هجوم، لا تنتهي إلا بأسر روحه واحتلال جميع قلاعه. بعد أن تطمئن على استحواذك لمشاعره وجميع خزائنه، تبدأ حمله جديدة.
ورغم عدم إدراكك للاستعدادات إلا أنك لا تستطيع التراجع بعد رؤية إشاءة بدء الهجوم، ولكل إسلوبه في حملات الهجوم، البعض يحب ضم أراضي جديدة دون خسارة ما يملك بالفعل، كمن يؤسس إمبراطورية. أما البعض الآخر فيفضل أن ينفض عن نفسه الأحمال القديمة قبل الانتقال إلى أرض جديدة.
-إذن فهكذا يدمر الناس حيواتهم، يدخل شخصا ما إلى حياتك، فيفقد كل ما كنت تعتبره ضروري وأساسي قيمته. عائلتك، أصدقائك، أطفالك -بالإضافة إلى أسلوب حياتك وخططك المستقبلية، يفقد كل شيء معناه. هكذا هو الإنسان يمكنه المجازفة بكل شيء سعيا وراء “المجهول” و”الجديد” والأسوأ أنه لا يبالي بالقلوب التي يُحطمها والماضي الذي يحوله إلى رماد.
-الحب صنارة الشيطان. يسحبك إلى حيث لا عودة، ويجعلك تُقدم على تصرفات متهورة.
فمبجرد اصطيادك بتلك الصنارة، لا يستطيع شيء إنقاذك، لا كبرياءك ولا العقل والأخلاقيات.
بعد قراءة الرواية ومعاينة الواقع، لا أعتقد أن الشيطان امرأة، وهو ليس رجلا بالتأكيد؛ ولكني أعتقد أنه خنثى.
الرواية من القطع المتوسط من إصدارات دار العربي للنشر والتوزيع عام 2015م، تقع في 230 صفحة.