حينما يرمي المدرب المنشفة في حلبةِ المِِلاكمة تنتهي المباراة؛ لأنها علامة استسلام..
أريد رمي منشفتي في وجه الحياة..
رميتها بالفعل؛ لكن المباراة مستمرة إلى الآن..
يبدو أن الحياة تحبني كثيرا..
بما أني مرغم على الإقامة الجبرية هنا في هذا الكون الرديء، سأتمنى أن أكون طاحونة، أو أن أكون امرأة يكتنز صدرها بالحليب..
أتمنى أن أكون كلمة تجرح الحلق..
كنت سابقا أتمنى أن أكون شجرة بيد أني تراجعت عن ذلك..وماذا يضير التراجع..
أليس معي الوقت الكافي لتعديل وحذف وإضافة الأمنيات؟
العمر طويل لكتابة قائمة طويلة من الأمنيات التافهة كأن تكون أداة ذكورية في مهبل غانية!!
ذات مرة جلست مع الموت نفسه حينما أغلق علي المصعد، وفرحت فرحا شديدا لأني أخيرا سأنال مطلبي؛ لكن للأسف جاء “المنقذون” وقطعوا حلمي الجميل وأبقوني هنا..
آه ما أقسى كلمة “هنا” حينما تريد أن تكون “هناك”..
كم مرة يحالفني أن أرى عزرائيل من بعيد؛ لكن في كل مرة كان يقول لي ولو “همسا” ليس بعد..
صديقي “عزرائيل” لم أعد أريد الوظيفة هنا، ولا “الأوفر تايم”..
هناك أريد أن أكون حجرا، أو منديلا، أو حليبا في ضرع بقرة..
المهم أن أكون “هناك”..
هنا وهناك..
#امرأة #حاتم_الشهري #حديث الصورة #عزرائيل #نثر #هنا #هنا_وهناك #هناك
قوة الكلمات صدمتني في قلبي، أرجو أن يكون “مجرد” نص أدبي أ. حاتم
كل عام وأنت بخير أستاذ طارق..
بلا شك أنه “نص” أدبي بدون “مجرد”..