كتاب العبودية مقابل الأمن (تكنولوجيات السيطرة على البشر) لندى فاضل الربيعي، وعباس الزبيدي.
الكاتبان عراقيان، الكاتبة ندى مقيمة في هولندا، والكاتب عباس مقيم في العراق على ما أعتقد.
حينما رأيت عنوان الكتاب اشتريته مباشرة ولم أفكر ولو لحظة واحدة أن هذا الكتاب سيخذلني..
أكره التقنية كثيرا، رغم اعتمادي عليها كليا؛ ولكن هناك شيء في داخلي يجعلني استقبحها بشكل مبالغ فيه..
جاء هذا الكتاب ليؤكد شكوكي وأيضا يزيد من حدة غلياني على هذه التقنية الجميلة والقبيحة في نفس الوقت..
لو كان الأمر بيدي لكتبت الكتاب كاملا هنا لأهمية أغلب ما ورد في الكتاب؛ ولكني سأنقل العديد من النقاط التي أرى أنها مهمة للغاية..
-تتسارع إشارات الأبحاث إلى أن الجمع بين تقنية التصوير العصبي والذكاء الاصطناعي يسمح لـ (قراءة) وربط الحالات الذهنية بما في ذلك النوايا الخفية والتجارب البصرية أو حتى الأحلام بدرجة متزايدة من الدقة، إضافة إلى تقنية فك تشفير المعلومات عن طريق التصوير العصبي الوظيفي (fMRI) في استعراض الأدلة الجنائية لقضيةٍ ما أمام المحكمة والسلطات القضائية أو التحقيقية الأخرى، فعلى سبيل المثال في عام 2008م أدينت امرأة هندية بالقتل وحُكم عليها بالسجن مدى الحياة على أساس فحص مسبري للدماغ (Brain scan) وفقا للقاضي فإن صور التصوير المقطعي من دماغ المرأة المشتبه بها كان يحتوي بوضوح (المعرفة التجريبية) حول تلك الجريمة.
-أعلنت شركة جوجل في تموز عام 2019م (امتعاضها) من تسريب التسجيلات الصوتية لأكثر من آلاف المستهلكين المتكلمين باللغة الفلامية (إحدى اللغات الأوربية النادرة والتي يتكلم بها قلة من سكان غرب ألمانيا وسكان هولندا وبلجيكا وللوكمسبورغ) وكان الزبون هنا هو: إحدى المؤسسات الصحفية في بلجيكا التي لم تفصح جوجل عنه!
-من وجهة نظر المستهلك، فإن أكبر المخاوف الأمنية بشأن إنترنت الأشياء تتعلق بالخصوصية. قد تشعر الأسرة بالقلق بأن كاميراتها الأمنية قد تعطي شخصا غريبا لمحة عن منزله، أو أن البيانات التي يجمعها مكبرات الصوت الذكية ضعيفة. يعتبر مهاجمة أجهزة إنترنت الأشياء كنقطة محورية في حروب المستقبل هو أمر حقيقي. إن خطر قيام مهاجم بالتجسس عليك أثناء خروجك من الحمام عبر كاميرا متصلة بالإنترنت هو أمر حقيقي.
-هل تعلم أن التلفزيون الذكي يتكلف أقل من التلفزيون العادي بدون أي وظيفة ذكية؟ لماذا هذا؟ إنهم يكسبون المال من القياس (remote measurement) عن بُعد وبياناتك هي السلعة التي يروجون لها باستمرار.
تقوم بعض الشركات المصنعة بجمع بيانات حول المستخدمين وتبيع هذه البيانات إلى جهات خارجية. يمكن أن تتضمن هذه البيانات أنواعا وعدد العروض التي تشاهدها، والإعلانات التي تشاهدها، والموقع الجغرافي التقريبي.
-التلفاز أداة تجسس مثالية إلى ما تمّ مقارنته بباقي الأجهزة المنزلية المدمجة في شبكة إنترنت الأشياء.
-الهجمات السيبرانية هي أسلحة مؤثرة وقليلة التكلفة وكذلك قابلة للإنكار، وهذا بحد ذاته أفضل توليفة عظيمة لأي سلاح.
– إن الخط الفاصل بين الحرب الإلكترونية والتجسس عبر الإنترنت هو خط واضح: بالتأكيد السلوك ضروري مشابه لكليهما وهو التسلل إلى الشبكات والبحث عن عيوب في البرامج، ولكن النتيجة مختلفة فقط، سرقة بدلا من تدمير.
-لقد أصبحنا مجرد أرقام عند الشركات تتلاعب بها كيفما تشاء من خلال لوغاريتمات رياضية.
-بينما تتسابق الدول لمراقبة تفشي وباء كورونا واحتوائه، يقول الخبراء إن حقوق الإنسان معرضة لخطر جسيم، وكثير من الأشخاص مستعد للتخلي عن حقوقه المدنية من أجل احتواء الوباء.
-في هذا العالم المظلم لا وجود لمصطلح الخصوصية إطلاقا، تعرف شركات التكنولوجيا الفائقة والمعلومات كل ما يمكن معرفته عن الأشخاص، بدء من الموانع الأعمق من خلال تفضيلاتهم الجنسية إلى أنواع الزبادي المفضلة لديهم.
–(الحقيقة) غير مستقرة وباهتة لدرجة أنه لم يعد لها وجود (تماما كما نرى في الشبكات الاجتماعية ومواقع الإنترنت التي تنشر أخبارا مزيفة).
– facebook حيث هناك المزيد من بيانات الناس فائضة عما يحتاجون إليه، ويمكن أن تتخلى عنها بسهولة أكثر مما ينبغي، وغالب ما تطلب إذنا فقط في الطباعة الدقيقة. أي إن تلك البيانات الشخصية قد تخليت عنها بإرادتك عندما وافقت على قواعد وقوانين الإستخدام
-لمدة 19 عام قامت الشركات الخاصة التي تمارس منطقا اقتصاديا غير مسبوق يمكن أن نسميه رأسمالية المراقبة باختطاف الإنترنت وتقنياته الرقمية بشكل ممنهج واسع. تم اختراع هذا الاقتصاد الجديدة في google بداية من عام 2000م. ويدعي سرا أن التجربة البشرية الخاصة هي مادة خام مجانية للترجمة إلى بيانات سلوكية. يتم استخدام بعض البيانات لتحسين الخدمات، ولكن يتم تحويل الباقي إلى منتجات حسابية تتنبأ بسلوكك.
أرى أن هناك مبالغة قليلا في الحذر وأيضا تضخيم بعض المخاوف دون دليل ملموس.
يعتبر الكتاب صرخة ونداء للوعي من القادم.
الكتاب من إصدارات دار الرافدين يقع في 212 صفحة من القطع المتوسط الصادر عام 2020م.