2أكتوبر

النشر الذاتي

يظن البعض أن سوق الكتب كاسدة بعد الجائحة؛ ولكن هناك أسباب النمو موجودة وأكاد ألمسها بيدي..

سوق الكتب ستعود قوية كما كانت في 2018م وستذكرون ما أقول لكم..

في عملية نشر الكتب هناك عدة طرق للنشر، فهناك النشر الإلكتروني والنشر عبر دار نشر والنشر الذاتي، ولربما أفرد لكل طريقة مقالا بإذن الله..

ما المقصود بالنشر الذاتي؟

المقصود أن يطبع المؤلف الكتاب بنفسه، وهو يتولى أمر النشر والتوزيع بنفسه..

هناك عملية تجهيز للكتاب وهذه العملية ثابتة في كل الطرق وعملية التجهيز تشمل التدقيق الإملائي والصف والإخراج وتصميم الغلاف وإخراج الفسوحات، هذه العملية سيحتاجها المؤلف سواء في النشر الإلكتروني أو عن طريق الدارأو بالنشر الذاتي، ولكن الذي يختلف هو من الذي يتولى هذه العملية؟ هل هي الدار أم المؤلف أم طرف ثالث كجهة مستقلة متخصصة في هذا الشأن؟ كل هذا يعود لرغبة المؤلف وأيضا على حسب العرض المقدم من دار النشر..

السؤال الذي يسألوني إياه المؤلفين الشباب: الأفضل النشر الذاتي أم لدى دار نشر؟

الجواب: لكل اختيار محاسنه وعيوبه، فالطباعة لدى دار النشر مريحة جدا، لكنها مكلفة، والنشر الذاتي منخفض التكاليف بيد أنه مرهق ومتعب؟ ولذلك اختيار طريقة النشر تعود إلى رغبة كل مؤلف وإلى مدى استعداده لخوض غمار النشر والتوزيع وملاحقة منافذ البيع وإرسال الكتب للعملاء ومراجعة مكاتب الشحن إلخ..

حينما يختار المؤلف الطباعة لدى دار النشر يكون كالمراقب، يراقب فقط سير العمل من بعيد حتى يرى كتابه النور وهو يلامس رف المكتبة؛ ولكن حينما يختار المؤلف النشر الذاتي يكون هو حجر الأساس في كل عملية من عمليات التجهيز بدءا من التدقيق الإملائي وانتهاء بالطباعة واستلام النسخ من المطبعة، وإذا كانت الكمية كبيرة فلابد من توفر مكان يسع كل هذه النسخ..

هناك موجة جديدة تكاد تكون ظاهرة على السطح ولكن على استحياء وهي (الطباعة عند الطلب) بحيث أن المؤلف عوضا عن أن يطبع ألف نسخة (وهو أقل عدد يُطبع عند الدور، وإن كان بعضهم يطبع خمسمئة نسخة) يطبع نسخ قليلة إما عشرين أو ثلاثين أو أقل أو أكثر على حسب حاجته، وعلى حسب قدرته، وكلما نفدت هذه النسخ طبع مرة أخرى وهكذا..

ميزة هذه الطريقة أنها غير مكلفة وتناسب شريحة كبيرة من المؤلفين لاسيما المبتدئين منهم؛ لكن عيبها أن الكتاب يتحرك في زاوية ضيقة هي زاوية الإهداءات والأصدقاء والمقربين، فلا يوجد هناك توزيع ولا نشر، لأن أغلب منافذ البيع أقل من تأخذ من الكتاب عشر نسخ لاسيما إن كان لهذا المنفذ عدة فروع..

ولهذا نستطيع أن نقول بكل وضوح أن الطباعة لدى الدار -في الغالب- تضمن للكتاب توفره في منافذ البيع والمشاركة به معارض الكتاب الداخلية والخارجية وهذا التوفر على حساب التكلفة العالية، والطباعة الذاتية منخفضة التكاليف لكن ربحها أعلى..

فالمؤلف يقع بين أمرين: بين التكاليف العالية والانتشار، وبين الربح الكثير مع محدودية النشر، وكل مؤلف يعرف ما يريد وكما قيل (وصاحب البيت أدرى بالذي فيه)..

 

 

*تم نشر هذه المقالة في موقع أراجيك:
النشر الذاتي

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *