يهزمها التهميش، ويقتلها أن تكون معلقة في لوحة مع رجل غريب لا يثمنها..
تحب أن تكون معبودة أحدهم، تريد بكل حواسها أن تكون “ليلى” عند مجنون..
هي على رصيف الإنتظار، وتتمنى لو تكون رقم 1 في القائمة..
تحب الفارس الذي يشق دياجير الظلام ليفترسها في جنح الليل..
تتمنى لو اختطفها أحد ولو بالخطأ، المهم أن تكون مهمة حد الاختطاف..
مقتولة على هامش الزمن وتريد أن تحيا من جديد..
تريد من يعيد اكتشاف خارطة جسدها يتحسس مفاتنها لأول مرة..
تتوق إلى من يفعل المستحيل من أجلها..
كل الذين حولها يفعلون الممكن، لا أحد يفعل المستحيل..
تفتح خزانة الملابس وترى الملابس المثيرة لكنها تتجاوزها؛ تثير من؟ لم يأتي من يستحق أن يرى مفاتنها، هكذا تظن..
شعرها الذهبي كشلال الشمس تنوي أن تطيله أكثر حتى يستطيع الفارس شده أكثر..
لديها فائض من العناق يكفي أهل الأرض حتى في أحلامهم..
تريد أن تكون بائعة “عناق” لا بائعة “هوى”..
لا أحد يجيد فن الانتظار مثلها، لديها دبل ماجستير في انتظار رفيق الدرب، ودكتوراة في الجلوس على الرصيف..
ترشحت ثلاث مرات على التوالي لنيل جائزة الدولة التقديرية للمهمشين..
لديها بطاقة عبور في طريق الهزائم..
لديها حساب VIP في بنك المغضوب عليهم في الحب..
كلهم يريدون أن يخرجوا من القمقم إلا هي، تحمل قمقمها معها..
عندما تريد وزن الأشياء عند بائع الخضرة تزنه بالحنين فتقول أعطني خياراً بمقدار ثلاث حنات، وطماطم بمقدار حنيني إليه..
لا يفهم كثيرا مما تقول، المهم أنه يبيع بالحنين أو بالرطل أو الغرام، المهم أنها تدفع..
لقد دفعت حنين عمرها على خضروات!!!
تم نشر هذا النص في ميزان الزمان:
حاملة القمقم