كتاب مشردون تاريخ فاضح لكتاب متمردين لاندرو شافر وهو كاتب أمريكي..
يبدأ الكتاب بدون مقدمة وكأن العنوان وحده كافيا ليكون المقدمة الكبيرة للكتاب.
الكتاب يتحدث عن أكثر من أربعة وعشرين كاتبا تمردوا على النظام الأخلاقي والتشريعي ليمارسوا أخطائهم ويرتكبوا ما تمليه عليهم نزواتهم، فراحوا ضحية هذه الأخطاء، وهذه النزوات.
كاتب يُستبعد من الجامعة بسبب إدمانه للكحول والقمار، وآخر يسجن بسب هوسه الجنسي، والثالث يشرب الخمر في جماجم أجداده، وهكذا هي حالات هؤلاء الكتّاب الذين تنكبوا الطريق، وراحوا يتيهون في فيافي العربدة، ويسبحون في بحار ملذاتهم الدنيوية الرخيصة..
يبدأ الأمر مع كثير منهم بأخذ اللودانوم أو الأفيون كعلاج حينما كان مسموحا، ثم ينتهي الأمر بالإدمان، البداية علاج والنهاية إدمان لتخفيف حالة الوعي لدى المرء، إنه يعتاد على هذا الجو الذي يحصل له من استخدام هذه المخدرات، وبسبب هذه المخدرات يهدد بعضهم بالانتحار بل يحمل مسدسا وكأنه شيطان بل إنه الشيطان نفسه.
هذا الكتاب يبيّن لك وبوجه لا يقبل التزييف الأثر الكبير والخطير للمومسات والمخدرات والانحرافات الأخلاقية على الكتّاب، وهذه الانحرافات هي التي تنزل المرء إلى فئة أقل وأرخص من فئة البشر، وأكثر من يعاني الأمرين ويذوق الويلات ليس الكاتب نفسه، ولكن الأصدقاء والأهل والعشيرة، وربما الوسط الثقافي نفسه.
إن هذا الكتاب يصيح بأصوات عالية من زوجات ظلمن، ومن أولاد تركوا في الميتم أو على قارعة الطريق بسبب كاتب اختار الخمر على الحياة، والجنس عن الوعي، والقمار على البيت ليخلّف لنا في النهاية أرامل وأيتام وقلوب مكسورة.
لقد كانت الحياة الغربية بصفة عامة أشبه بملهى ليلي حتى تم حظر المخدرات بصفة عامة 1915م، لقد اتحدت الدول على مكافحة المخدرات وكأنهم يرسلوا رسالة مفادها: تعاطي المخدرات من أجل غايات ترفيهية لا يمكن التسامح معه في المجتمع المتحضر.
في هذا الكتاب ستعلم جيدا ماهية الحرب الحقيقية، وكيف أن الحروب تنخر في روح من يشارك فيها، وأن الإنسان قبل الحرب يختلف بعدها..
أغلب المشاركين في الحربين العالمية الأولى والثانية، رجعوا بعادات سيئة مثل الإدمان على الكحول، وعادوا بنفوس ميتة، وأرواح أنهكها التعب والرحيل، رحيل الأصدقاء الذين دارت عليهم رحى الحرب.
والأثر لم يقتصر على الرجال بل حتى النساء اللائي مكثن في المنازل لتربية الأطفال، لقد ضربت الوحدة أطنابها على نفوسهن، وهذا ليست بغريب، فهكذا هي شرور الحروب لا باركها الله.
إذا حضرت المخدرات حضر معها محاولة الانتحار، والهلوسات النفسية، وزيارة المصحات العقلية.
الكتاب وكأنه يدفع لمثل هذه الممارسات ولو من طرف خفي ولكن كما قال بوروز: فترة النشوة تلاها اكتئاب فظيع.
الكتاب من القطع المتوسط يقع في 222 صفحة من إصدارات دار صفحة رقم سبعة الصادر عام 2019م.