لطالما سمعت القول المشهور (خلف كل رجل عظيم امرأة) فجاء غازي القصيبي وقال أن كل النساء أمامنا، ونحن الرجال خلفهن.
الحقيقة لا تهمني المواقع كثيرا وإن كنت أعلم أن المرأة في حياة المبدع ليست في اتجاه معين بل هي الحياة بأسرها، وهي البرواز التي تحيط بهذه الصورة الكاملة، بل قل أنها الألوان التي تمد هذه اللوحة بالألوان المشعة.
أصادف خلال قراءاتي كثيرا من المواقف التي تبيّن أهمية وجود المرأة في حياة المبدعين أو الرجال المشهورين عموما ويجيء الهاجس بذكر هذه المواقف في صعيدٍ واحد حتى تظهر أهمية المرأة لدى المبدع.
فهذه زوجة الماركيز دو ساد تمضي بعيدا من أجل أن تبيع أبازيم أحذيتها الفضية كي يظل الماركيز مرتديا ملابس أنيقة.
وزوجة إدغار آلان بو حاولت تعزية زوجها عن حالته النفسية السيئة وقرب موتها –بسبب تشخيصها بمرض السل– فقالت: (الآن، إدي، عندما أغادر سأكون ملاكك الوصي، وإذا شعرت في أي وقت أنك على وشك القيام بشيء ما، فما عليك سوى وضع يديك فوق رأسك، وسأكون هناك لحمايتك). إنها تساعده بالكلام، تحاول أن تخبره أنها موجودة حتى بعد موتها، لتظهر له عطاء غير محدود.
وأما مارك توين فأصدر تعليمات صارمة بمنع دخول أي شخص إلى مكتبه سوى زوجته.
الزوجة هي الاستثناء الوحيد، وهي القارئة الأولى والشريكة في كل العوالم، والناقدة الأهم والتي رأيها مهما جدا كما يقول بول أوستر عن زوجته سيري.
وعن بعض الشعراء يقول أحدهم: (ولعل آثار الريب كان لها أن تكون أقل لو أنه لم يفقد زوجته جولي في حادث سير مطلع السبعينات. ولقد قال من كان له علم بهما أنها كانت تضبط كثيرا من أمره. فلما فقدها انتشر عليه ما كان هو فيه واختل، ورضي أشياء ما كان يرضاها).
المرأة هي التي تضبط أمر الرجل، بل يتعدى الأمر إلى أنها ترقق قلبا مثل الصخر كما قال ستالين عند وفاة زوجته: ماتت من استطاعت أن تُرقق قلبي المصنوع من الحجر، وماتت معها كل مشاعري.
وهذا يُظهر لنا تكامل الحياة وأن النوعين (الذكر والأنثى) بحاجة إلى بعضهما وأن الحياة لا تصلح إلا باجتماعهما، ولا قيمة لمن يعلي نوع على نوع أو يدعى الأفضلية لأحدهما.
الأرض معمورة بهمها وكل نوع مهم بشكل ما إلى النوع الآخر.
الحياة جميلة ورائعة إذا وجدت الشريك الحقيقي لعيش هذه الحياة.
ابحث عن شريك حقيقي حتى تستطيع أن تذوق حلاوة العيش.