مت فارغا

مت فارغا لتود هنري، ترجمة عمر فايد.

تود هنري كاتب أمريكي.

لقد جذبني العنوان كثيرا، ولا أجد ضيرا في قول ذلك، فنعم أنا انجذب للعنوان، ولكني لا أقع في الفخ بمعنى لا أقتنيه مباشرة بل اتصفحه واقرأ المقدمة والفهرس حتى إذا أعجبني حصلت عليه، وهكذا حدث مع هذا الكتاب فلقد ذهبت إلى معرض جدة الدولي للكتاب وهو من ضمن قائمتي القصيرة التي لا تتجاوز السبعة كتب..

لقد جاء هذا الكتاب في وقت عصيب بالنسبة لي، وإن كنت لا أهتم كثيرا بنهاية العام وبداية السنة الجديدةكما أراها حاليا في مواقع التواصل وكأننا سننطلق لأول مرة في مضمار الحياة..

ليست لدي أهداف مكتوبة للعام الجديد، هي فقط هواجس روحية، وأفكار تلح علي باستمرار ولا ينتهي هذا الإلحاح إلا بتنفيذها، وهذا موتها، فموت الفكرة لدي بتحقيقها، ولهذا لا أجدني احرص كثيرا على تدوين الأهداف المستقبلية..

جاء هذا الكتاب بمفهوم مغاير في وقت كنت بحاجة لمن يدفعني لأن أكون فارغا من كل شيء ولا أندم لو رحلت غدا من على وجه البسيطة..

هو يريد أن يخبرك ألا تكتم شيئا بداخلك من مشاريع وأفكار ومشاعر وأمنيات وطموح، افرغ هذا من قالبك الداخلي وصبه في وجه الحياة حتى ترى هذه الهواجس النفسية وقد صارت واقعا ملموسا، وهو يساعدك بالتقنيات والخطوات والإرشادات لتحقق ما يطلبه منك في كل فصل.

الكتاب عبارة عن اثني عشر فصلا ويبدأ كل فصل بعبارة ملهمة لأحد الأعلام، والتي تكون مفتاحا للفصل نفسه.

ما يميز هذا الكتاب عن غيره أنه واقعي ويضرب أمثلة مما يعايشه الفرد من وقائع تحصل له في اليوم والليلة في البيت والشارع والعمل ومع الأصدقاء والعائلة إلخ.

من الفصول التي شدتني كثيرا فصل (تأقلم بثقة) والذي كان يتحدث عن (تضخم الأنا) ولكن بطريقة عكسية، لقد نفذ هذ الفصل إلى شعاف قلبي، وهتك سجوف صدري واستقر به المقام في السويداء.

يملك الكاتب أسلوبا جذابا في الوصول للفكرة دون تعقيد لفظي أو مناورات لغوية، وأعتقد أن المترجم الأستاذ عمر فايد قد أحسن في الترجمة على أني لم اطلع على النسخة الإنجليزية، بيد أن حدسي يخبرني أن المترجم قد أجاد في صنيعه.

إنه من الكتب التي تصطحبها معك في رحلتك، وسيارتك ومقر عملك، خفيف النفس، جيد الإهاب، ممتع في الأسلوب، وكلما اغلقته عدت له سريعا كعودة مشتاقٍ إلى مشتاقِ..

الكتاب من القطع المتوسط يقع في 256 صفحة من إصدرات دار صفحة رقم سبعة، والصادر عام 2019م.