22يونيو

يوميات العقاد

بين يدي كتاب اليوميات لعباس محمود العقاد.
عباس العقاد كاتب مصري من أشهر كتاب العصر الحديث.
وقعت في غرام اليوميات بعد قراءة يوميات ليف أولمن وبافيزي وبيسوا ونيقولاي بيردائف فقلت لعل العقاد صار على نهجهم في عالم اليوميات، ولكنه خيّب ظني كما خيّبه من قبل في كتابه البارد الباهت (ألوان من القصة القصيرة في الأدب الأمريكي المعاصر).
اشتريت الجزء الأول حتى تكون الخسارة قليلة إن كانت هناك خسارة.
مرت أول أربعين صفحة ثقيلة كأنها يوم الأحد لأنه كان يتكلم في مواضيع لا تمسني من قريب أو بعيد في الفلسفة والعدمية والوجودية ومذاهب الشيوعية الفرعية ثم أتت المواضيع التي تليق بي وأليق بها فكان العقاد صاحبها ولا غبار، وهكذا الكتاب بين علوٍ وارتفاع بسبب مواضيعه.
الكتاب ليس يوميات كما هو متعارف بل أشبه بمقالات مطولة تخصصية وأيضا مراسلات بينه وبين قرائه في الصحف والمجلات، فلا نكاد المؤلف يتحدث عن نفسه أو عن دوافعه بل كان يتحدث عن أسباب نهضة الغرب وانتكاسة الشرق والصهيونية واليابان، فهو يتحدث عن الكون كله ولكنه لا يتحدث عن نفسه.
مما أعجبني في الكتاب مقالة بعنوان (المحسوبية في بلاد الإنجليز) يقول فيها: (المحسوبية داءٌ
قديم متأصلٌ في الحكومات الغربية لم تسلم منه أعرق البلاد في النظام البرلماني وأشهرها بالدقة والضبط في معاملة الموظفين) إذن في كل وادٍ بنو سعد.
الكتاب من إصدارات دار المعارف ويقع في 439 صفحة من القطع الكبير.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *