أنت مدينٌ لمن في الكتابة؟
أعتقد أني مدينٌ للفنون أكثر من الأشخاص، وللأحداث أكثر من الأفراد.
أنا مدين للشعر الذي كبَّر مخزني اللغوي، وزوّدني بالأفكار والطرائق والمفردات، ولا يزال يمدني كلما قرأتَه.
أنا مدين لكل حادثة فراق حدثت في حياتي بداية من فراقي بطن أمي وحتى فراق فراشي قبل قليل؛ فالفراق يصنع الإبداع كما تصنع أمي فطيرها اللذيذ.
الشعر هو كنزي ودرعي ومخبأي الذي لم يعد سرياً كما كنتُ أظنه.
أنا مدين للحقب الأدبية، والكتب التي تحرث العقل.
أنا مدين للقصة القصيرة التي هذبت الفكرة داخل رأسي، وأبعدت شوائب الإطالة المقيتة.
أنا مدين لفن المقالة الذي علّمني عرض الفكرة، ومقارعة الحجة، وطول النفس.
أنا مدين للنقد الذي روَّض الوحش الكبير في داخلي، وأصبح حِملا وديعا بين مشارط النقاد.
قليل دين الأفراد في عنقي، وكثيرٌ دين الكتب في حياتي.
لا أعتقد أني كنتُ أستقي من منهل واحد؛ بل كانت هناك الكثير من الموارد التي كوّنت الشخصية الأدبية الحالية.
أخذتُ من القراءة والآن أعطيها، إنها منفعة متبادلة.