أصبحنا في زمن الـ ٣ في ١ وزمن (وحده كاش، والثانية ببلاش)، زمن الوفرة والدمج والخلطة والاختلاط، (والخُلطة توجب التخليط كما قيل).
لم يعد للتخصص معنى الآن فكل شيء يحاولون تسريعه ودمجه، فهناك سيارة طيارة، وهناك
سومثقاب (سكروب+مثقاب)، وهناك طاولة للكمبيوتر المحمول قابلة للتعديل لتصبح للأكل، فالأغلب الآن يأكل ويسمع ويكتب أو يشاهد مسلسله المفضل؛ فأصبح العالم يركض بعدما كان يمشي، فلم يعد للتأني والروّية مكان، ولسرعة التغيير في هذا الكون الفسيح، كانت الشركات تضع خططا خمسية، ثم أصبحت كل ثلاث سنوات، والآن كل سنة وربما مستقبلا تكون كل ربع مالي.
لم نعد في عصر الوجبة الدسمة بل في زمن الساندويتشة، ولا عصر المطولات بل عصر الكناشات والمختصرات، لم نعد نرى الذيول بل نرى التهذيبات وكتب الجيب.
عصر الكبسولة، عصر القراءة السريعة، لا القراءة المتأنية، عصر الاستبدال، لا عصر الإصلاح، ويشمل ذلك القلوب، والمشاعر، وحتى العشاق أنفسهم، يستبدل كل واحد معشوقة بواحدٍ جديد إذ لا وقت للتصليح، ولذلك كثر الطلاق، وقطع العلاقات، وكسر القلوب.
زمن الأكل في السيارة وقيادتها، والتقليب في الجوال.
الأكلات أصبحت سريعة، والجوالات ذكية، والإنسان غبي.
كل شيء من حولنا يدار بريموت كنترول ونحن فاغري الأفواه، كبار الكروش، قليلي الفائدة، ونتحدث في الاستراحات عن البورصة في روسيا، والإعصار في جزر الكاريبي، وبيع العسل في جبال الهملايا.
لستُ ضد العصر ولا منجزاته؛ لكني ضد تسليع الإنسان ودمجه وصهره في قالب السرعة المميت.
لقد تولد لدينا شعور أننا نستطيع أن نفعل عدة أعمال في وقتٍ واحد، والحقيقة أننا نفشل فيها جميعا؛ فقد وقعنا في فخ التشتت.
نحن أغنياء بالأجهزة، وفقراء بالروح، طغت علينا المادية، ونسينا الجوهر، لقد افتقدنا إلى صميم
الذات، ونجحنا في الطلاء الخارجي.
ماتت دقة الملاحظة، والتركيز، والنقد، من أجل هذه الأجهزة التي أصبحت أصناما كما هي في الجاهلية.
وكما قال إيريك فروم:
(لقد انسلخ الإنسان عن نفسه وهو ينحني الآن أمام أعمال من صنع يديه، إنه ينحني لأشياء ينتجها).
ولهذا أصبحنا نرى أمراض مثل إدمان الإنترنت، وتخصصات جديدة في العلوم الطبية مثل علم
النفس الرقمي، والاستشفاء بالتأمل وغيرها.
لقد ضلّت البشرية طريقها نحو الإنسانية، واهتدت إلى طريق الصناعة.
زمن الكبسولة
#إيريك_فروم #حاتم_الشهري #زمن_الكبسولة #مقال #مقالات #مقالات_عربية
يهدم الأنسان ويتأخر ويسلب احساسه بالحياه ؛
في سبيل تطور وهيمنة التكلولوجيا
الرق في هذا العصر للأله
نعم خلق الانسان من عجل و امر بالاناه والتروي هذا من جانب
ومن جانب اخر اتوقع المساله ترجع الى معنى (الحاجه ام الاختراع ) وهنا الحاجه ليس مقصوده لذاتها انما المقصود هو المال فالراس ماليه اصبحت تريد ان تكسب باسرع وقت و اصبحت تفكر كيف تستطع سحب استهلاك اكثر واكثر من اجل الكسب واصبحت وتيره الحصول على السهل في شتى امور حياتنا متسارعه جدا ( ربما هناك الكثير من الامور التي نبهنا اليها لعلماء سابقا واطلقوا علهيا لفظ ؛ فضول الشيء ، وان في تركه الخير الكثير .