كتاب عندما لا يكون الاعتذار كافيا (إصلاح الأمور مع من تحب) لغاري تشابمان وجينفر توماس.
غاري تشابمان دكتور ومؤلف ومستشار أسري أمريكي.
جينفر توماس كاتبة أمريكية، واشتهرا هذا الثنائي بعد كتابهما ذائع الصيت (لغات الحب الخمس).
اشتريت هذا الكتاب وأنا غير مقتنع فيه لظني أن الاعتذار فطرة إنسانية ولا تحتاج إلى التعليم أو التطوير أو حتى الاكتساب؛ لكن هذا الكتاب غيَّر أفكاري، ووجّه بوصلتي للاتجاه الصحيح لفن الاعتذار.
صحيح أن هذا الكتاب ثقيلٌ نوعا ما ومليء بالقصص؛ بل نستطيع أن نقول إنه مجموعة قصصية بين ثناياها أدبيات الاعتذار؛ بيد أنه كالدواء مُر في تجرعه وفيه الخير الكثير.
الكتاب عبارة عن 12 فصل ثم ملاحظات وفي آخر
الكتاب (عبارات يتعيّن تجنب قولها حين تعتذر) وهذا التنبيه قد يكون أجمل ما في الكتاب، ثم يأتي الأجمل والأروع (عبارات يتعين قولها حين تعتذر).
يقول الكتاب أن الاعتذار فن، والأبحاث أكدت أن للاعتذار خمسة جوانب أساسية وهي:
التعبير عن الندم
(أنا آسف) يمكن لتلك العبارة أن تقطع شوطا طويلا نحو استعادة النوايا الحسنة؛ ولكن تأكد أن المستمع يركز تماما فيما لا يُقال؛ لأن لأجسادنا لغة ذات صوت أعلى من لغتنا المنطوقة.
قبول المسؤولية
ترددنا في الاعتراف بأخطائنا غالبا ما يرتبط بشعورنا بقيمة ذواتنا، وعدم الاعتراف قد يمزق العلاقات بينما اعتذار بسيط قد يُحدث تغييرا هائلا؛ ولكن الاعتذار يعني أن يقبل الفرد مسؤولية أفعاله.
جمعينا نرتكب أخطاء؛ ولكن الخطأ الوحيد الذي سوف يدمرك هو الخطأ الذي لا يمكنك الاعتراف به.
التعويض
التعويض هو: إعطاء شيء ما كمعادل لما فقد أو تلف.
إن استعدادي لفعل شيء يعوضك عما سببته لك من آلام هو برهان على الاعتذار الحقيقي.
ويُعد التعويض لبعض الأفراد هو لغة الاعتذار الأساسية لديهم.
التوبة الصادقة
كلمة توبة تشير إلى (العودة إلى الصواب) أو (تغيير عقلية الفرد)؛ فالتوبة هي أكثر من مجرد قول: أنا آسف لقد كنت مخطئا، بل هي: سأحاول ألا أفعل ذلك مرة أخرى.
تبدأ لغة التوبة بالتعبير عن نية التغيير.
التوبة الصادقة تبدأ من القلب، بأن ندرك أن ما قمنا به كان خاطئا، وأن أفعالنا قد أضرّت بمن نحبهم، وأننا لا نريد الاستمرار في هذا السلوك؛ لذا قررنا بعون الله أن نتغير.
من الأفضل أن نسارع بالاعتراف بأي إخفاق فور حدوثه، حتى قبل أن يُتاح الوقت لمن أخطأت بحقه لمواجهتك بما فعلت؛ فالاعتذار السريع يشير إلى صدقك فيما تبذله من جهود من أجل التغيير.
طلب الصفح
اكتشفا المؤلفين من خلال أبحاثهما أن هناك العديد من النساء كانت أجوبتهن عن سؤال: ما الذي تتوقعنه في الاعتذار؟ أجاب واحد من كل خمسة أفراد (21%):
(أتوقع ان تطلب مني الصفح)، فبالنسبة إليهن تلك الكلمات السحرية هي التي تدل على الصدق.
لماذا يعد الصفح أمرا في غاية الأهمية؟
لأن طلب الصفح يدل بالنسبة إلى البعض على رغبتك في استعادة العلاقة بشكل كامل.
في المقابل فإن الشخص الذي ينتهج في حياته مبدأ العين بالعين والسن بالسن ويرفض الاعتذار فإنه سيحظى بحياة مليئة بالعلاقات المحطمة.
لابد أن نتعلم الصفح؛ فكل الاعتذارات الصادقة لها الهدفان ذاتهما: أن يُغفر للمسيء، وتوفيق العلاقة بين الطرفين مرة أخرى، وبالتالي عندما يحدث الصفح والمصالحة يمكن للعلاقة أن تواصل نموها.
الاعتذار جزء مهم من دورة الصفح وهي: إساءةٌ ارتكبت، ثم اعتذارٌ يقدم، ثم صفح يُمنح.
هناك نوعين من الاستجابات الشائعة للاعتذار:
الصفح أو عدم الصفح؛ لكن هناك استجابة ثالثة وهي: أعطني بعض الوقت للتفكير في الأمر، أريد أن أسامحك ولكن أنا بحاجة إلى بعض الوقت حتى أتجاوز كل هذا.
أحيانا نحن بحاجة إلى تضميد جراحنا الداخلية، وإلى وقت لاستعادة التوازن العاطفي، أو الصحة الجسدية التي ستمنحنا القدرة على الصفح والغفران.
حين تُبتلى بالقلق حيال إخفاقات الماضي، فالحل ليس في “محاولة نسيانه”، إذ كلما حاولت نسيانه ترسخ في عقلك أكثر، بل يكمن الحل في الاعتذار إلى الأطراف التي تعرضت للإساءة، ثم الاعتذار لنفسك بوعي والطلب الصفح عنها.
أنت الآن في موقف من شأنه تغيير مسار حياتك، وأحيانا يقع الناس في خطأ محاولة عدم التفكير مرة أخرى في الإخفاق، والحقيقة هي أننا نتعلم الكثير من إخفاقاتنا.
فن الاعتذار غير سهل؛ ولكن يمكن تعلمه، ويستحق العناء ويفتح الاعتذار عالما جديدا تماما من الصحة النفسية والروحية، فبعد الاعتذار نصبح قادرين على النظر إلى أنفسنا في المرآة، والنظر للناس في أعينهم.
لو كان الاعتذار أسلوب حياة لقبل الناس تحمل مسؤولية أفعالهم، ولاستردت الحقوق، ولكانت التوبة الصادقة هي غايتنا.
حين يصبح الاعتذار أسلوب حياة، ستظل العلاقات صحية، وسيجد الناس القبول والدعم والتحفيز الذي يحتاجون إليه، وسيلجأ عدد أقل من الأشخاص إلى المخدرات والكحول في محاولة للهروب من علاقات محطمة، ويعيش عدد أقل من الأشخاص في الشوارع وعلى الأرصفة.
الكتاب من القطع الكبير يقع في 171 صفحة من إصدارات مكتبة جرير، الصادر عام 1438 هـ.
الا عتراف بالخطأ والتراجع عنه فضيله
وقبول الاعتذار والصفح عن المسيء من شيم العرب ؛
ولكل شخص اسلوب بالاعتذار وطريقه
انا مثلا ..مااعرف اعتذر بالكلام لكن راقب افعالي
ستجد الكثير من رسائل الأسف
وطلب المسامحه .??
اولا السلام عليكم
ثانيا هذا المقال انجاز و اعجاز
ثالث فعلا كلام منطقي وانا اشكرك كل الشكر على هذا المقال الجميل
بصراحه انا كنت راجع لعلاقه قديمه واعتذرت اليوم عن اخطائي واستغربت
من المعتذر اليه انه كان مسترسل معي ثم فجأه اختفاء اتوقع انه يحتاج وقت نفس ماكان موجود بالمقال تقبل مروري
الشكر لله ثم لك، على هذه القراءة، وعلى
هذا التعليق..
لا عليك ستعودان لبعضكما إن شاء الله..
أنا سعيد جدا أن كتاباتي تؤثر في الناس
وتعيد المياه إلى مجاريها..