إن كان هناك عادة فادتني واستثمرت فيها وحققت منها عوائد مالية ومعنوية فهي مواجهتي للمشاكل وعدم تأجيلها.
هذه العادة تكوّنت لدي بعدما جربت التأجيل والتسويف ظنا مني أن الوقت كفيل بأن يعالج المشكلة أو أن المشكلة سوف تنحل من نفسها ولكن كل هذه الإجراءات لم تنجح وأثبتت فشلها الذريع ولذلك انتقلت مضطرا إلى أن أواجه كل مشكلة وجها لوجها وعلى فور السرعة ليس شجاعة ولكن مكرها أخاك لا بطل!
لن أكذب عليك وأقول لك أن المواجهة هي الحل السحري وأنه بالمواجهة سوف تنتهي كل مشاكلك ولكن على الأقل تبدأ المشكلة واضحة لديك وتبدأ بالتناقص أو بالذوبان وتدرك وقتها ماهي الحلول التي لديك وهل تحتاج لمساعدة من طرف خارجي وهكذا.
لقد تعلّمت بعد تجارب عديدة أن المشكلة التي تترك دون مواجهة لا تبقى على حالها ويا ليت لو تبقى على حالها ولكنها تنمو وتتجذر وتتحول إلى شيء آخر: عقدة، أو عادة سيئة، أو هم دائم ملاصق لك بالليل والنهار.
المشاكل المؤجلة تشبه الأكياس الثقيلة التي نعلقها على ظهورنا ونمشي ونظن أننا نسيناها؛ لكنها تنهكنا دون أن نعي.
لا أدعي البطولة والشجاعة ولكني أعترف أني واجهت الكثير من المشاكل وأنا ارتجف وربما أبكي ولكني واجهت لأن كل “بكره” نرمي إليه مشاكلنا يعود إلينا بهمٍ مضاعف!
مشكلة التسويف والتأجيل يجعلانك تعيش في دائرة لا تنتهي وحتما لن تنكسر هذه الدائرة إلا إذا تم تغيير أحد العادات والسلوكيات.
كثير من مشكلاتنا تنمو بسبب الصمت.
لا شيء أعظم من المواجهة.
حدد مخاوفك ومشاكلك وتعامل معها سواء في نقص الخبرات أو في الصحة النفسية أو الجسدية أو المالية، أيما كانت المشكلة حددها وحاول في تحديد كيفية معالجتها قدر الإمكان وإن لم تكن تملك الخبرة اللازمة في موضوع مشكلتك فلا مانع من الاستعانة بأحد المختصين أو الخبراء في هذا المجال وتذكر أن الحزن ثقيل على واحد خفيف على اثنين؛ ولذلك إن كان هناك عادة أحاول الحفاظ عليها دائما هي أن لا أهرب وأن أواجه ولو بقدم واحدة.
لا أملك كل الإجابات وما زالت بعض مشاكلي ترافقني في صمت لكنني اليوم أختار أن أراها وأن أسميها وأن أتحرك نحوها لا بعيدا عنها.
أحيانا أواجه وأنا لا أعرف كيف سينتهي الأمر وأحيانا أندم وأحيانا أنجح لكني بتّ أعرف أن الهروب لا يحميني وهذا بحد ذاته مهم.
صديقي العزيز: واجه مخاوفك.