سعدت بقبولي في منحة مؤتمر الفن العالمي والدبلوماسية الثقافية من قبل المركز العالمي للاستراتيجية والدبلوماسية الثقافية في دبي اكتوبر 2025.
يعنى هذا المؤتمر الرائد باستكشاف دور الفن كقوة ناعمة وكيف يمكن للإبداع أن يصبح لغة دبلوماسية عابرة للحدود تبنى من خلالها جسور الفهم والتقارب بين الشعوب والثقافات.
اختياري ضمن هذا المسار يشكل خطوة ملهمة لي وفرصة للمساهمة في حوار عالمي حول القيم الجمالية والإنسانية للفن في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى صوت الفن كقوة موحدة تعبر عن الواقع وتضيئه.
هكذا تتكوَّن الدبلوماسية الثقافية بوصفها نتيجة طبيعية حين يمنح الفن فضاءه ليعبر الحدود بحرية فيصل إلى الآخر بقوة الجمال المكنوز في الفن والثقافة.
طوال مسيرتي البسيطة حاولت أن أكون شاهدا حيا على هذا المعنى وهو أن الفن بمعناه الواسع قادر على مد الجسور بين ثقافتي والآخرين وبين ذاكرتي الفردية والسياق الجمعي الأوسع وبين ما يقال صراحة وما يهمس به عبر الإبداع.
كل خطوة كانت حوارا جديدا مع الآخر ومع الذات في آن واحد.
واختياري للمشاركة في هذا المحفل يمثل استمرارا لمسار بدأت ملامحه تتضح خلال الأعوام الماضية حيث بدأت ثمار الجهد تظهر عبر الاعتراف بدور الفن حين يمارس بوعي ومسؤولية كفعل ثقافي يفتح مجالات للتغيير والتقارب والتفاهم.
أشعر بالسعادة لوجودي ضمن هذا السياق العالمي مشاركا بصوت يسهم في تشكيل ملامح الدور المتجدد للفن في عالم سريع التحول يسعى إلى أدوات تعبير تتجاوز الحواجز المعتادة؛ فالفنان حين يخلق مساحة للتلاقي يحقق جوهر مهمته ويصبح جزءا من حركة مستمرة تفتح من خلالها الفنون نوافذ للتواصل وتقدم حضورها كقوة إنسانية هادئة تعبر وتجمع وتبني جسورا تمتد بين الثقافات.
وإذا كان لما أفعله معنى فهو يظهر في اللحظات التي تتجاوز فيها التجربة حدود الذات وتلامس مشهدا أوسع حيث يتحول الحضور الفني إلى فعل ثقافي ويصبح الحوار الإبداعي مساحة للارتباط الإنساني يسير فيها الجميع في مسار واحد نحو فهم أعمق وإدراك يفتح المجال لما يمكن أن تبنيه الفنون حين تمنح الثقة وتجد بيئتها الطبيعية للنمو والتأثير.
يبقى الفن مساحة تجمع التجربة الإنسانية في تنوعها ليواصل طرح الأسئلة وفتح سبل التواصل بين الناس ويمنحنا فرصة لاكتشاف ذواتنا والعالم من حولنا عبر لغة تتجاوز الحدود وتدعو إلى التفاهم والتقارب والعمل المشترك.