قرأت مقالة باللغة الإسبانية في موقع علم النفس والعقل بعنوان: هكذا يعمل عقل المتفائلين.
يقول أن خرائط الدماغ الحديثة تشير إلى أن التفاؤل نمط تفكير راسخ يترك أثرا في البنية العصبية كما يترك الحزن بصمته في أعماق الروح.
في التجارب العصبية التي تناولت تصور المستقبل ظهرت لدى المتفائلين أنماط متناسقة في القشرة الأمامية للدماغ.
النشاط العصبي بدا متناغما وكأن الأمل يعيد تشكيل الخلايا العصبية ويمنحها لغة مشتركة تسهل التواصل بين العقول.
في المقابل أظهرت أدمغة المتشائمين إشارات متفرقة تائهة بين الخوف والاحتمال.
التصورات لديهم امتزجت بالألم والقلق كما لو أن ذكريات سابقة انسابت إلى المستقبل وأغلقت أبوابه.
المتفائل يتعامل مع الواقع من منظور أوسع.
الألم حاضر في وعيه غير أنه يعرض على مصفاة داخلية تجعل صورته أقل قسوة.
هو يعترف بالحزن ومع ذلك لا يسمح له أن يتحول إلى إقامة دائمة.
يوجد ما يشبه اللحن المشترك بين المتفائلين: موسيقى داخلية تسهل التفاهم وتمنح العلاقات مرونة طبيعية.
هذا التناغم العصبي يتجلى في التصورات الإيجابية ويظهر أيضا في أسلوب التكيف مع الخسارات حيث يتيح إعادة البناء النفسي الذي يمنح القدرة على الاستمرار.
التفاؤل عادة تبنى خطوة بعد خطوة ويغذيها التدريب اليومي.
الدماغ قادر على التعلم وكل تمرين صغير يساعده على اكتشاف الضوء حتى في أصعب اللحظات.
غياب الأمل يضيف أثقالا جديدة ويجعل المسير أكثر وعورة.
جوهر التجربة أن التفاؤل لا يختصر الحقائق ولا يحجب الوعي بالهشاشة ولكن يفتح مجالا لمواجهتها من دون انكسار ومع كل مرة نقول “الغد قد يحمل فرصة جديدة” نمنح أنفسنا مساحة للاستمرار وطاقة للتقدم.
حين نتبنى التفاؤل كمسار يومي نصنع لأنفسنا لغة جديدة نواجه بها تقلبات الحياة.
كل لحظة نختار فيها أن نرى بصيص ضوء نضع حجرا صغيرا في جسر يقودنا إلى غد أوسع من حدود الخوف.
المستقبل يظل مفتوحا أمام من يملك الشجاعة ليواصل السير ومع كل خطوة نزرع احتمالا جديدا يعيد للحياة معناها.