وأنا في مطار الرياض متوجها إلى المدينة المنورة لحضور معرض الكتاب هناك وجدت أكثر من شيء يوجهني للكتابة عن الكتابة ذاتها.
دخلت منصة X وجدت تغريدة للأستاذ/ خالد العضاض يقول فيها:
“الذكاء الإصطناعي..
يبدو أننا أعدنا اختراع المسدس
الذي ساوى بين الشجاع والجبان”
ودخلت منصة لينكدان وإذا بها أحد الأفاضل يشكو من تكرار المحتوى في المنصة وأن الكثير أصبح ينسخ ويلصق دون أي وضع بصمة في محتواه.
هذا الكلام كله ونحن نعتبر في بداية البدايات من ناحية الذكاء الاصطناعي لأن المختصين في هذا العلم يقولون أننا في مرحلة الذكاء الاصطناعي الضيق وبعضهم يقولون أننا في مرحلة الذكاء العام ولم نصل بعد إلى الذكاء الاصطناعي الخارق الذي يتغلب على الذكاء البشري.
كلام الأستاذ خالد فيه حذر من أن ساحة الكتابة قد يدخلها من هم ليسوا أهلا لها وهذه “الغيرة” محمودة ومفهومة ولكنني مطمئن جدا من هذه الناحية لأنه كما تنفي المدينة خبثها فإن الكتابة تفعل ذلك من خلال غربلة الواردين إليها.
قد لا يكون هذا على الفور ولكن من خلال نسيانهم فرحلة الكتابة طويلة ولن يثبت على الطريق إلا من كان كاتبا حقيقا فالأصالة في النهاية هي من تنتصر.
هذا الكلام من الناحية الأدبية ولكن من الناحية التقنية فإنه بلا شك سيتم تطوير أدوات وبرامج جديدة مختصة بكشف الانتحال وأن المكتوب مولد من الذكاء الاصطناعي من عدمه ولذلك فإن الدخلاء سينكشفون عاجلا أم آجلا.
ثم إن هؤلاء الدخلاء ميزتهم وعيبهم في نفس الوقت أنهم يستسهلون الكتابة ويظنونها سهلة المنال وأنهم قادرين على الكتابة لأن الذكاء الاصطناعي يساعدهم أو يكتب بالنيابة عنهم ولكن الذي لا يعلمونه أن الكتابة علم ومهارة مثلها مثل أي علم آخر وأن هذا العلم والمهارة بحاجة إلى دراية ودراسة وطول معاهدة وملازمة حتى يستطيع الإنسان أن يعد كاتبا أو على الأقل يكتب بشكل مرضي.
الأمر المزعج في الكتابة المولدة من الذكاء الاصطناعي هي أن الأسلوب متشابه والأفكار ونمط التعبير كذلك حتى كدنا نفقد البصمة الكتابية لكل كاتب.
لا أتوقع ولا أنتظر من الذكاء الاصطناعي كسر القوالب ولا التجديد لأنه مدرب على عكس ذلك فهو مدرب على أنماط محددة ومعينة ولا يستطيع الخروج عنها على الأقل إلى وقتنا الحالي.
المستقبل للحريف الذي يعرف كيف يكون مجيدا في مهنته، والكتابة مهنة فالفوز والنجاة لمن كان حريفا.