ولّى زمان الكاميرا التي تلتقط الصور وأتى زمان الكاميرا التي تطبع الشعر!
إنه مفهوم جديد للحضور: آلة تتحدى مفهوم الرؤية والمشاهدة.
صحيح أن الكاميرا معروف عنها أنها توثق اللحظة وتوضح زوايا الضوء لكن هذه الآلة الجديدة مختلفة كليا لأنها تقرأ اللحظة وتترجمها وتصوغها على هيئة قصيدة!
ما القصة؟
كاميرا الشعر هي جهاز مبتكر يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحويل المشاهد البصرية إلى قصائد مطبوعة بدلا من الصور وتستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل المشاهد المرئية وإنتاج قصائد مطبوعة على ورق حراري شبيه بإيصالات الشراء ويمكن للمستخدم اختيار نوع القصيدة (مثل الهايكو أو السونيت أو القصيدة الحرة عبر مفتاح على الجهاز.
إنها آلة عجيبة فعلا تستخرج الشعر من الضوء وبكبسة زر يأتيك بيت مطبوع على ورقة شراء يدعو للتأمل.
صاحبة الفكرة بالتأكيد لديها اعتراض على التعبير البصري الجاف فأتت بهذه التجربة الجديدة للحياة الرقمية لتبث روح الشاعرية على “المكان” ولتجعلنا نعيد النظر في مسألة هل كل اللحظات تستحق الصورة أم أن بعض اللحظات تستحق أن تكون أكثر شاعرية.
الفكرة الحقيقة أعجبتني ولو كان عندي ملاحظة أو تعديل على هذه الفكرة تمنيت لو تكون القصيدة ترتبط بالصورة فمعنى حينما تُطبع القصيدة يا ليت لو كان تطبع معها الصورة حتى أعرف أن هذه القصيدة تخص هذه الصورة أو هذا المكان.
استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن يفتح نقاشا أخلاقيا معقدا لأن “كاميرا الشعر” أداة إبداعية تتيح لمن لا يملكون موهبة الشعر التعبير عن لحظاتهم بطريقة فنية وفي نفس الوقت: هل من الأخلاقي أن ننسب قصائد من إنتاج آلة إلى تجاربنا الشخصية؟ وهل يمكن اعتبار هذا الشعر “حقيقيا” إذا خلا من الروح البشرية؟ هناك أيضا مسألة الملكية الفكرية: من يملك هذه القصائد؟ المستخدم أو الشركة المصنعة أم الذكاء الاصطناعي نفسه؟
كل هذه أسئلة تحتاج إلى إجابة والسؤال الأهم: هل ستنجح الفكرة؟
أقول: إنها دعوة جريئة لإعادة اكتشاف اللحظات بعيون شاعر وأعتقد أنه في حال تم تطويرها بعناية فقد تصبح رمزا للجمع بين التكنولوجيا والفن وتذكيرا بأن الجمال يكمن أحيانا في الكلمات.
الكاميرا لم تنزل للأسواق إلى الآن ومن المفترض أن تتوفر في ديسمبر القادم.
أخبرني: هل ستشتري هذه الكاميرا لتحول لحظاتك إلى قصائد؟
