30يونيو

عيبي قلبي طيب

هذه الحياة تجعلنا نجلس مع أناس غريبي الأطوار فعلا مثل الذي دائما يروي لك قصصه ويكون هو المنتصر فيها، وهو الذي هزم المدير وأحرجه أمام كل الموظفين، وهو المفوّه البليغ الذي يلجم الخصوم ويلجم كل شخصيات القصص، لا يمكن هزيمته فهو محمي بدرع ذهبي مصنوع من خياله فقط..

هو الحذق الفنان الذي اكتشف الخطأ الموجود في فاتورة المطعم وبهذل النادل ومدير المطعم، وهو الذي استدعى الشرطة من أجل مخالفات البناء لدى جاره، وهكذا يكون هو المسيطر والمنقذ والمبشر ويفكر الآن في ترأس طائفة يهتفون باسمه!

وشبيه بمثل هذا، الشخص الذي “يتمسكن” ويقول أنا لم يضرني في هذه الحياة إلا أن “قلبي طيب” وأنا على نياتي ثم يسرد لك قائمة بغدرات أصدقائه به وفجراتهم وخذلانهم وهكذا فهو دائما مكسور الجناح ومظلوم، ويكفر بالحب ويلعن الصداقة ويولول على أن الدنيا تغيرت و”الطيبين” راحوا..ويا عين لا تبكين..

ومن نافلة القول أننا لم نرى أحدا يعترف بأنه سيء؛ بل الكل -وهنا أقصد التعميم حرفيا- الكل هو الجانب المظلوم في القصة وسؤال المليون دولار هو:
إذن من هم الأشرار الذين نسمع عنهم دائما؟
يا من يحمل المظلومية بكل اللهجات:
دخيل ألبك
بربك
الله يخليك
تكفى
بشرفك
أرجوك
بليز
من شان خاطري
خفف علينا أسطوانة مظلوميتك وأنك آخر حبة من الجيل الطيب الذهبي الذي لا يخون ولا يبور.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *