17أكتوبر

الرفاعي بين سعار الدعاية ونية الخلود

أعلن الأديب الكويتي طالب الرفاعي عن روايته الجديدة والتي سوف تنشر عن 14 دار نشر في وقت واحد.

والسبب في ذلك لتغطي كافة أنحاء الدول العربية.

وكالعادة نحن العرب في وأد كل الأفكار الجديدة قبل أن تكتمل وتنضج، فقد ظهرت بعض الأصوات المناوئة لهذه الفكرة، وهي نشر كتاب واحد لدى عدة دور نشر في نفس الوقت؛ وجاءت المعارضة بصوتِ متهدج، وبحجج واهية كبيت العنكبوت.

زج نجيب محفوظ في كل شاردة وواردة، لن يقوَّي وجهة النظر.

برأي الفكرة جيدة على الأقل إلى الآن، وسيكون الحكم أكثر الدقة حينما نرى نتائج هذه الفكرة مستقبلا.

لو قُدّر لي أن انشر لدى 14 دار نشر لنشرت كتابي، دون أن يكون ذلك (رفع لسعار الدعاية).

المعنى واضح من الفكرة حسب الرفاعي (من أجل تغطية جميع الدول العربية) أليس هناك من يدعو لطباعة نسخ بأسعار زهيدة وبجودة أقل من كل كتاب من أجل تسهيل إيصال الكتاب إلى أكبر شريحة ممكنة كما ذكر ذلك الروائي السوداني أمير تاج السر في كتابيه ذاكرة الحكائين وإسعافات أولية؟

إذن لماذا كل هذا الهجوم على كاتب أراد من روايته أن تصل لجميع الدول العربية؟

إنه الحسد.

إن أهل الصنعة الواحدة يتحاسدون، وبينهم من الغيرة أشد من التي بين الضرائر.

معاول النقد جاهزة لكل فكرة جديدة، وسكاكين الاتهام تطعن الفكرة في مهدها..

يجب أن أوجه التحية لدور النشر الذين ساهموا بميلاد فكرة ثورية كهذا الفكرة..

لم نتعود هذا الانفتاح الرهيب من دور النشر لدينا؛ ولكن هذه سابقة تبّشر بالخير لمستقبل النشر في عالمنا العربي..

حتى ولو كان الهدف من الفكرة هي الدعاية، أليس هذا حقا مشروعا لكل كاتب أن يسوّق لنفسه ولكتابه؟

هذه الفكرة مثل (سيصدر قريبا، وحفلات التوقيع، والحديث في برامج التلفزيون عن الكتاب)، اللهم إلا أن هذه الفكرة جديدة لا أقل ولا أكثر..

ما خلا جسد من حسد، وما أكثر الحسد في جسوم الكتّاب..

نحن بحاجة إلى كاتب عربي يصل إلى كل الأقطار العربية، ويجب أن نتعاضد من أجل مساندة هذا الكاتب، سواء كان الرفاعي أو غيره..

عوضا عن التغني بالأمجاد السابقة، يجب أن ننظر إلى الأمام، ونتفاعل مع اللحظة الراهنة..

أتمنى أن تؤتي هذه الفكرة ثمارها، وأن تحقق غاية المؤلف في تغطي جميع أنحاء العالم العربي..

الكاتب يشير إلى القمر، والناقد ينظر إلى الإصبع.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *