2أكتوبر

لماذا الشعر النسوي ضعيف؟

أولا وقبل كل شيء هل نستطيع أن نقول أن هناك أدباً نسوياً، وأدباً غير ذلك، أليس من المفترض أن الأدب حالة إنسانية بصرف النظر عن النوع؟

أعتقد أنه لا بأس بذلك لا للتمييز، وإنما لدراسة خصائص ومميزات أدب ذلك النوع.

المهم هذا سؤال كان يراودني منذ زمنٍ طويل حتى اضطرني للبحث والتنقيب في التاريخ العربي لإيجاد إجابة شافية كافية.

رأيت أنه من الصعب إيجاد مدرسة متكاملة مثل الخنساء، وأنها منقطعة النظير، ولا مثيل لها حتى عصرنا الحاضر.

قرأت ما وقع تحت يديَّ من كتب تتحدث عن شاعرات قُطر معين، أو زمن معين مثل (معجم شاعرات  الأندلس) فلم يزدني إلا حيرة، فأغلب ما ورد في الكتاب  نتف من أخبارهنَّ، وبيت أو بيتين لكل شاعرة في الأغلب، أما أن يكون هناك شاعرة لها مدرسة واضحة  ومنهجية في تعاطي الشعر مثل الخنساء أو رابعة العدوية فلم أجد، وأتمنى أن يتم التصحيح لي إن كان أغفلت سهوا أحد الشاعرات.

الضعف كان أساسه وأصله هو حرمان المرأة من حقها ومن فرصها ومن الحياة بشكل عام؛ حيث كان التعليم محرَّما عليها، والعمل كذلك بل وصل الأمر أنها تمنع من الخروج من منزلها، وهذا التضييق والتحجير على المرأة جعل خبرة المرأة قاصرة ومحدودة، ليس عيبا في المرأة بل بسبب تضييق الرجل عليها.

هذا التضييق هو الذي سبب الضعف العام للمرأة -سابقا- على جميع الأصعدة ومن بينها الشعر؛ ولكن لما  أتيحت الفرصة للمرأة وتم تعليمها والزج بها في جميع مجالات الحياة، أصبحنا نراها معلمة، وطبيبة، وممرضة، وشاعرة، ورائدة فضاء وغيرها، وأصبحت تفوز بكبرى الجوائز العالمية في شتى المجالات العلمية والأديبة.

المرأة ليست ضعيفة، بل أضعفها الرجل.

ومن الطبيعي أن الضعف لا يزال موجوداً إلى الآن، وأن شعر الرجل أقوى، بسبب أن المرأة لم تُعطى حقها إلا من وقتٍ قريب، من حوالي مئة سنة.

أليس الفرنسيون شككوا في إنسانية المرأة، وعقدوا على ذلك مؤتمرا؟ فلذلك تراكم السنين من الاضطهاد وحرمان المرأة من حقها هو السبب الحقيقي لضعف شعر المرأة.

خمسة آلاف سنة والرجل يسرح ويمرح في جميع مجالات الحياة، والمرأة مئة سنة فقط وربما أقل، يبدو أنه لابد أن ننتظر هذه السنين الطوال من أجل أن تنضج المرأة شعرياً، وأن تمارس حقها الذي غصبناه منها نحن الرجال.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    تعليق واحد

    1. سارة السلاوي

      ‏لَبيتٌ تخفقُ الأرواحُ فيه
      ‏أحبُ إليّ من قصرٍ منيفِ
      ولبسُ عباءةٍ وتقـرُّ عيني
      ‏أحبُ إليّ من لبس الشفوفِ
      وكُسيرةٍ في كسر بيتيٍ
      ‏أحبُ إليّ من أكلِّ الرغيفِ
      وأصواتُ الريـاحِ بكـل فجٍّ
      ‏أحبُ إليّ من نقرِ الدفوفِ
      ‏وكلبٌ ينبحُ الطُرّاقَ دوني
      ‏أحبُ إليّ من قطٍ أليف

      “‏ميسون بنت بحدل الكلبية”

      اظن كان الشعر قديما بالفطره القصور ليس في عدد الشاعرات ولكن جهل وطمس المرأة عن التعليم وعدم قدرته على الكتابه رغم ذلك كانوا يحتكمون للمرأة في تحكيم ونقد الشعر ولك ان تقرأ في ذلك “سكينة بنت الحسين حديثها مع راوية جرير وراوية كُثيِّر وراوية الأحوص” أرى الفتره اكثر طمس وظلماً للمرأة بعد الاندلس اختفت ، الان توجد محاولات لكن غير مواكبه وليست بمستوى الادب؟

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *