6سبتمبر

النبوغ المغربي في الأدب العربي

كتاب النبوغ المغربي في الأدب العربي للعلامة الأديب عبدالله كنون، وهو فقيه أديب من أعلام المغرب.

هذا الكتاب يشتمل على العلم والأدب والتاريخ والسياسة، وكان غاية المؤلف أن يصوَّر الحياة الفكرية في المغرب وتطورها على مدى العصور من أيام الفاتح الأول وحتى عصر المؤلف.

ومن أعظم ما حمل المؤلف على تأليف الكتاب عتبه هو وأدباء المغرب على إخوانهم في المشرق لتجاهلهم إياهم، وإنكار كثير منهم لكثير من مزاياهم، فكان أن ألّف هذا السفر العظيم، والكتاب النفيس حتى تقبّلوه النقاد والأدباء في أنحاء المعمورة بقبول حسن، ولا أدل على ذلك من تقريظ السيد الحاج محمد بن اليمني الناصري، وشكيب أرسلان، والمستشرق الكبير بروكلمان.

بدأ الكتاب بذكر العصور بداية من عصر الفتوح مروراً  بعصر المرابطين والموحدين حتى عصر العلوين وهو في ذلك كله يذكر سياسة الدولة في كل عصر ثم يذكر الحياة الفكرية وينبَّه على أعلام ذلك العصر من العلماء والأدباء والأشراف دون ذكر شيء من آثارهم؛ لأنه جعل الجزء الثاني والثالث من الكتاب للمنتخبات من نثر وشعر، وقد فاز بالصواب إذ قدّم قسم المنثور على قسم المنظوم لعلو كعب النثر على النظم كما هو معلوم عند أهل الصنعة وقد قال(وقد بدأنا بقسم المنثور لأن النثر أصل الكلام) ولأن النظم مظنة الإجمال كما قال البهلاني الرواحي: (بيد أن النظم على غزارة جدواه مظنة الإجمال، ليس في كل موطن جميلاً، فلو طار الناظم بأجنحة البلاغة لإدراك التفصيل في محله لم يستطع وصولا، ولم يجد لإتقان التحقيق سبيلا، وربما اختصر المعنى، واقتطع جانباً من مقصوده واقتنع بالتلميح، مع أن ضالته المنشودة الظهور والجلاء والتصريح).

ومما أجده على هذا الكتاب هو ذكره لبعض أصحاب الضلال المعروفين، وكان الأولى تركهم ليخمل ذكرهم، وأيضا كثيرٌ مما أورده من شعر لبعض الأعلام ليس فيه كبير فائدة، ولا يحمل إلا شرف القافية.

هذا الكتاب عمدة في الباب، وهو من المراجع التي يجب أن تكون في مكتبة كل أديب.

الكتاب من القطع الكبير يقع في 814 صفحة من منشورات دار الكتب العلمية الصادر عام 1434هـ.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *