21سبتمبر

ترك الرواية: خطير

من فترة إلى فترة أطلب من زملائي الكتّاب والشعراء وغيرهم ممن لهم علاقة في الشأن الأدبي أن يطلعوني

على آخر ما كتبوه لعلمي بأنهم يثرون الساحة، ويفضّون أبكار المعاني، وهذه عادة الشعراء من قبل فإنهم يتناشدون ويقول الشاعر لأخيه: ماذا أحدثت بعدنا؟ فينشده.

وكذلك فإني أطلب منهم أن يرشّحوا لي بعضاً من الكتب  المميزة التي سبروها، من أجل المناخات المختلفة التي ينعمون بها؛ على أني أنبَّه كثيرا ألّا تكون ضمن القائمة روايات؛ فأنا لا أميل لها ولا أحرص عليها، وهذا ما أغضب الصديق الجميل الكاتب فيصل خرمي ويقول: ما مشكلتك مع الروايات؟ قلت: لا مشكلة، فقط هي ليست من اهتماماتي، أنت تقرأها وأنا لا أفعل، اختلاف أذواق فحسب، فقال ليست بهذه السهولة؛ الأمر خطير لأنك ستفقد الحياوات والخيال والحوارات التي في الرواية.

الحقيقة لا أراه أمراً خطيراً بل الخطر المحدق على من يشتغل في الثقافة هو ألّا يكون في تكوينه الثقافي (أبو  عمرو بن العلاء والجاحظ وابن قتيبة).

لا غضاضة إن لم اقرأ (الجريمة والعقاب)؛ ولكنه من  المعيب أن يطوى (الكامل في اللغة والأدب) طي الصحف.

أنا أدرك تماماً قيمة الروايات بيد أنها ليست من مجالاتي المحببة ولا أغضّ من قدرها؛ فالخيال ليس حكرا عليها ولا منتهيا عندها.

لابد أن يكون هناك فضاء رحباً لكل ميول، ولكل مزاج، ولجميع الاتجاهات.

سألبس ما يعجب الناس، واقرأ ما يعجبني.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    تعليق واحد

    1. أوافقك الرأي أستاذ حاتم…
      أرى أن المبالغة في قراءة الروايات وترك ماهو أعظم وأجدر بالقراءة هو الأمر الخطير بحد ذاته..

      الرواية عالم خيالي واسع قد نستمتع فيه لبعض الوقت،، قد تجذبنا بتفاصيلها الإنسانية الدقيقة وردود أفعال أبطالها.. قد تأسرنا بحبكتها الأدبية وجماليات الوصف.. ولكن.. هل تتساوى الفائدة المرجوة من قراءة الرواية مع الفوائد والمعلومات التي قد تثرينا بها الكتب باختلاف مواضيعها؟! لا أظن ذلك.. للأسف أصبحت قراءة الرواية ” موضة” لدى مختلف الفئات العمرية وخاصة المراهقين والشباب ويمكنك ملاحظة ذلك من خلال تهافت الكثير عليها في معارض الكتاب! وهذا مالاحظته شخصيًا في معرض الكتاب الأخير.. بالنسبة لي -وقد يختلف معي الكثير- أرى أن المبالغة في قراءة الروايات هو إهدارًا للوقت وخاصة إذا كانت تتعدى ٣٠٠ صفحة! هناك مقولة أعجبتني وهي “عليكَ أن تتَعامل مع كُتب الرّوايات كالحَلوى تستلذُ بها بين الوجَبات الرّئيسِية في قوائم قراءاتك ، فالجسمُ الصّحيح لا يـُمكنُه الاعتِمَاد عَلى الحَلوى فَقط !!

      شكرًا لك أستاذ حاتم!

    أضف رد على هدى إلغاء الرد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *