1فبراير

أحمد الخاني أمير شعراء الأكراد

ولد شاعرنا -أطال الله في النعماء بقاءه- عام 1941م بحماة بسورية.

أول ما عرفت الخاني كان عام 2006م حينما أهداني أحد أصدقائي كتابا بعنوان (الصالونات الأدبية في المملكة العربية السعودية)، فقرأته بنهم ووددت لو أتشرف بمعرفة كاتب هذا الكتاب؛ لكن الله لم ينيلني هذا الشرف إلا قبل عدة أشهر حينما التقيته صدفة في أحد المناسبات الثقافية..

دخل علينا رجل سمح المحيا، أبيض اللحية، ضحوك السن، فلم أعرفه، وحينما سلمت عليه قال معك أحمد الخاني، قلت: تشرفنا يا دكتور، هل تعرف صاحب الصالونات الأدبية؟ قال هو أنا؟ فانكببت عليه مسلما ومقبلا جبينه ورأسه، وقلت أين الشاب صاحب اللحية السوداء الذي كان في غلاف الكتاب، وكانت صورته وهو شاب، قال ذهب السواد مع الشباب.

تسامرنا تلك الليلة أحلى سمر، وتجاذبنا أحاديث الأقران الماضية ممن عاصرهم الدكتور، وكان متعجبا من معرفة بهم رغم فارق السني بيني وبينهم، وبينه أيضا، فاستأنس بي، وقال كن قريبا مني فأنت تذكرني بهم.

اتصلت عليه بالأمس الفائت القريب واستأذنت للسلام عليه في بيته، فرحّب وهلّا كعادته، وذهبت إليه، ومعي كتابي الحديث (كيف تنشر كتابك) وأهديته إياه، ورد لي بمجموعة نفيسة من كتبه، فقلت مداعبا: هذا ربا يا دكتور، أعطيتك كتابا واحدا، ورددتَ إليّ بعشرة!! فقال: ليس كذلك، إنما كتابك حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.

كان أحد كتبه وهو (الملحمة الإسلامية الكبرى) مغطى بالسلوفان، ففتحت الكتاب، وأبقيت السلوفان في يدي، فطلب مني السلوفان من أجل أن يرميه في سلمة المهملات، فأبيت وهممت بالقيام، فغضب، وأخذ السلوفان عنوة وقال أنت ضيفي وعيب علي استخدامك، فقلت:

جزاك الله عني كل خيرٍ
وأعلم أنه عني جزاكا

إنها الفائدة من مجالسة الأكابر الأفذاذ، فكبير الفائدة في سمتهم، وكلامهم، وعلوّ أخلاقهم، وحتى مداعباتهم الراقية.

أنا نهاز فرص، فطلبت منه أن يقرظ كتابي القادم (كتاب في الميزان)، فرحّب بكل سرور بشرط أن أقرظ أنا كتابه (الملحمة الإسلامية الكبرى) فرفضت فورا، وقلت ليس مثلي من يقرظ مثلك، ولست يا شيخ بحاجة إلى تلميذك ليدلّ على فضلك، فقال: ولكني أحب أن يقترن اسمي باسمك، وهكذا في كل حوار هو يغلبني بفضله وعلمه وحسن ظنه..

وقد حدثني كثيرا من الأسرار والأخبار عن كتبه الفائتة والقادمة؛ وسأقولها فيما بعد إن شاء الله..

إنه من البقية الباقية من الأدباء والشعراء والعلماء والأساتيذ الذين نفخر بكوننا أخذنا منهم بقبس..

إن الخاني بحق هو أمير شعراء الأكراد بلا منازع..

 

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    تعليق واحد

    1. لقاء جميل
      أعحبني تواضعه، حفظ الله لكم رفقتك ووفقك دائما

    أضف رد على ولاء إلغاء الرد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *