1يناير

هدية جديدة لأعدائي

يقولون سنة حلوة يا قميل، أعرف الجميل، وابحث عن السنة الحلوة..

لقد تعلّمت في السنة الفارطة كما في السنين الماضية أن البندق لا تثور من بعيد، وأن الطعنة تكون أفدح من قرب..

تعلمت أن القراءة ليست منجية ولا خلابة كما يدعي الببلمانيون..

القراءة عجزت عن تسوية خيباتي..

تعلمت أن العائلة هي طوق النجاة الذي يبقى معك في كل حين..

هيكل الأصدقاء تداعى أمام أزمات كورونا ولم يبق إلا ذكراه..

تعلمت مهارة الوقوف وحيدا؛ لأن انتظار المساعدة مضيعة للوقت..

تعلمت أن أكثر أصحابي (خسارة)..

دخلت 2020م بجيش من الثقات وخرجت وحيدا أجر رفاتهم..

تعلمت أن كيد الرجال مميت، وأن كيد النساء عظيم..

الرجال يبدأون المكيدة والنساء تكون مكيدتهن ردة فعل..

تعلمت أن أكون صبورا مثل المرآة، فهي ترى كل هذه الوجوه الشاحبة كل يوم؛ ومع ذلك تقوم بعملها جيدا..

عمل شاق عمل المرآة فهي ترى وجوه الصادقين والمنافقين والقتلة والصالحين وعمّال المواخير والداعرات، ورغم ذلك تعطي كل واحد شكله الحقيقي دون زيادة أو نقصان، إنها تفوز عليهم لإظهارها حقيقتهم..

أعتقد أني اكتشفت هدية جديدة لأعدائي..المرآة..

سأهديهم مرآة لينظروا إلى أنفسهم كل يوم..

يبقى الأمل في الناس خائبا أبدا وهذا هو الأصل، ويبقى الأمل بالله كبيرا وبه نقطع تلافيف الحياة..

لقد وهبني الله في هذه السنة قوة الظهر حتى أتحمل الطعنات، أصبحت جنديا أقوى..

أحمل نوط خيانة الثقات من الدرجة الأولى + دورة الصاعقة من معهد لواعج الأحزان العالمي..

ظلم أن نكبر سنة واحدة، المفترض أن ندخل العام الجديد وقد زيد لنا 6 أو 7 سنوات..

“لم أرد الموت، أردت فقط ألا استمر بالحياة”

استقبل العام الجديد بصدر عارٍ من الأمنيات، وبزادٍ قليل من الأهداف والتخطيط..

رميت التقويم وخطة الربع الأول وبقيت مغمضا عيني لأستريح..

أدخل هذا العام الجديد بنسخة أخف، وبإصدار أصغر حجما، وأرخص في التكاليف..

نسخة حصرية لهذا العام، مشذبة، مقلّمة، مبسترة، صالحة للاستخدام الحيواني..

هناك بارقة أمل ضعيفة؛ لكنها تبقى بارقة أن يبدأ العام في نهاية الأسبوع..

إنها رسالة آلهية أن نبدأ العام الجديد بيوم الجمعة، وهو يوم الراحة، وكأن الله يقول لنا استريحوا من عناء السنة الماضية..

خذوا قسطكم من الهناء، العمل الشاق سيلاحقكم؛ لكن استريحوا..

أعتقد أنها رسالة مبشرة ومطمئنة أن نبدأ العام الجديد بيوم إجازة..

ويلكِ أيتها السنة القادمة من آخر ساعة من يوم الجمعة: سأخبر الله بكل شيء..

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    2 تعليقان

    1. كل عام وانت بألف خير
      أعجبتني فكرة المرآة فعلا هذا ما ستحقونه
      الله يقويك ??

      • وأنتِ بخير وصحة وسلامة أ.ولاء
        تسلمين ألف شكر لك..
        ويارب سنة مليئة بالأفراح أتمناها لك..
        كل التحايا لكِ..

    أضف رد على ولاء إلغاء الرد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *