21مارس

كيف تقرأ الكتب الطويلة؟

سألت الأستاذة دانية الخوتاني سؤالا عاما في فضاء تويتر وقالت: (كيف أستطيع قراءة الكتب الطبية كاملة؟

وكيف من الممكن تحديد وقت لقرائتها من أجل أن أنهيها في وقت قصير؟

فأجبتها: طريقتي في التعامل مع الكتب المطولة سواء المجلدات أو ما يتجاوز الـ 500 صفحة هي كالتالي: تقسيم الصفحات إلى مئات فلنفترض أن الكتاب 500 صفحة فسيكون عندنا 5 مئات..

اقرأ من كل مئة عشر صفحات ثم ارتاح لنصف ساعة أقل أو أكثر على حسب جدولي، ثم أعود واقرأ عشر صفحات وهكذا حتى تنقضي المئة الأولى..

غالبا المئة صفحة تأخذ من ساعتين إلى ثلاث ساعات، وإذا انتهيت  من المئة الأولى، ارتاح بقية اليوم من الكتاب وانتقل لكتاب آخر حتى لا أمّل.

أرى أن كتاب من 500 صفحة يستطيع الإنسانوهو مرتاحأن ينهيه في 5 أيام.

ربما تكون هناك طرق أخرى لكن هذه الطريقة هي المناسبة لي.

لا يوجد كتاب عصي على القراءة، يوجد كتاب لم نعرف كيف نقرؤه..

الكتاب العلمي أو الطبي أو المرجع الثقيل، هو كالوجبة الدسمة لا يُلتهم في وقت واحد، ومن أجل تخفيف دسامته، يُشرك معه غيره من الكتب حتى يكون فيه توازن، ونستطيع بعد (التحلية)

معاودة القراءة فيه بكل نشاط وخفة روح..

وهذه الطريقة معروفة ونقلت لها ما كتبه الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في مقدمته لكتاب الوسيلة الأدبية للمرصفي:

(لهذا السفر الجليل قصة يحسن تسجيلها في هذه التقدمة، وهي أني أثناء دراستي بكلية أصول الدين كنت أهرببين الحين والآخر– من القراءة المفروضة في المقررات الدراسية من علوم النقل والعقل إلى قراءة حرة لها طعمٌ مختلفٌ ومذاق خاص، وهي القراءة في كتب الأدب نثرا وشعرا، بقدر ما يتسع الوقت)

ثم إني أقول بعد هذا كله معلومة ربما تكون صادمة للبعض وهي أن القراءة في وجه من وجوهها ليست ممتعة، والعلم ثقيل، ولا يمكن أن يحصّل هذا كل أحد.

لطالما قلت في المجالس العامة والخاصة أن القراءة ليست ممتعة فهي ليست كمباراة رياضية، ولا كفيلم سينمائي، ولا كألعاب مائية.

القراءة فيها متعة لكنها لا تُنال هذه المتعة في أول الطريق ولا في الكتب الخفيفة أو الكتب (الأكثر مبيعا) المسألة أعمق بكثير؛ ولذلك لا يوجد طريق مختصر للمجد، ولا سلم كهربائي للإنتهاء من المجلدات الضخمة..هناك طريق واحد، وهو طريق الجد والاجتهاد حتى أن الشافعي يقول: (الملول لا يكون حافظا، وإنما يحفظ من دام درسه، وكدَّ فكره، وسهر ليله؛ لا من رفَّه نفسه).

حينما سألت مدرب الملاكمة وقلت له: كل الألعاب لديها تحية خاصة إلا الملاكمة، ما تحيتها؟ قال: الانضباط.

فإن كان هناك تحية للعلم فهو: الانضباط.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *