28أغسطس

ثالوث النجاح

يجب أن تتوقف، هكذا قلت لنفسي.

أتوقف عن الحياة بالطول وأعيشها بالعرض.

لقد بدأتُ بإعطاء كل تجربة في حياتي كامل الأهمية وكل الانتباه، والإبتعاد عن الصوارف قدر الإمكان.

الذهاب للنادي دون جوال لكي أستسمتع بالتمرين أكثر.

لا شيء آخر مع الأكل، لا تصفح كتاب، ولا مشاهدة تلفاز، ولا تقليب جوال، فقط أكل.

أحاول السيطرة على عقلي في الاستحمام وعدم التفكير أو خلق أفكار جديدة، يكفي أن استرخي واستحم فقط.

الفراش يكون للنوم ولا شيء غيره، وليس مائدة أو مختبر أو مكتبة.

أعدت ترتيب الأشياء والأماكن والتعريفات لأصولها، فالمطبخ للأكل، والمكتبة للقراءة، والصالة للجلوس، عوضا عن السابق الذي ربما أكلت في المكتبة ونمت في الصالة.

أصبحت أحاول أن أعيش كل تجربة بجميع تفاصيلها وأتذوق لذائذها، ووجدت النتائج مذهلة إذ كنت وسط الإنشغال والإلتهاء بأكثر من شيء في آنٍ واحد يفقدني الكثير من الجماليات والتفاصيل المهمة.

رضيت بتجربة قصيرة واحدة مكتملة خير من تجربة طويلة مليئة بالنقائص.

إن ما تفعله يوميا هو ما ستتقنه فيما بعد؛ ولهذا أحاول أن أمارس القراءة كل يوم حتى لا يذهب إتقاني للكتابة.

حينما بدأت في تحييد الأفعال وفصلها عن بعضها اكتشفت الزوايا الميتة والنقاط اللامرئية في الأحداث.

كل فصل في حياتي يستحق انتباهي الكامل بدءا من استيقاظي من النوم مرورا بتناول الإفطار وعودتي للفراش في آخر اليوم.

التركيز الفضيلة الأسمى المفقودة في حياتنا المعاصرة ، والتأني الابن الشرعي للتركيز.

التأمل ضرورة في عالمٍ تزداد وتيرة سرعته كل يوم.

الحياة من شأنها أن تكون سريعة ولا تستطيع تغييرها؛ بيد أنك تتحكم في سرعتك وقادر على ضبطها وكما قال نيتشة: الحياة سريعة لكن النهار طويل.

الوقت هذا ليس وقت الشمولية، إنه وقت التخصص ووقت العملة المركزة.

المركز لا يموت.

التخصص هو عتبة المعرفة، وقنطرة المهارة.

حينما يجتمع ثالوث النجاح(العزيمة+الصبر+الجهد) ستكون النتائج مذهلة بلا شك.

إنما هناك نقطة تفوت عند كثير من الناس ألا وهي أن الرزق بيد الله لا بيد الجهد ولا بيد العزيمة، ولا عند الشغف؛ وذلك أنك ترى ناقص العقل موفور المال، وقليل الخبرات في منصب قيادي في العمل، وأغلب التافهين مقدمين في المحافل، وأنت أيها الكادح الشغوف الباذل للجهد في حالة متوسطة قد لا تتناسب مع كمية ما تبذله، فيأتي سؤالٌ في مخيلتك: لماذا لا يعمل ثالوث نجاحك؟

أقول أن الأرزاق مقسمة على الخلائق كما هي العقول تماما، وأعلم أيها الإنسان أن العقل رزق أيضا.

إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى

فأول ما يجني عليه اجتهاده

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    تعليق واحد

    1. اهنئك ان استطعت فعلا ان توقف حياتك بالطول لتعيشها بالعرض

      لان التركيز يحتاج الى تدريب حتى اعيش حياتي بالعرض وقد يستغرق وقت طوييييل

      خاصة في وقتنا هذا وقد تنجح او تفشل

      عموما رااائع ماكتبت واسأل الله ان يرزقك حتى يرضيك . ??

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *