9مايو

الدخان حلال..الهلالي مفتيا

كتب الصديق الدكتور أحمد الهلالي تساؤلا حول تفطير الدخان للصائم، هذا التساؤل الذي جعله عرضة للتهكم والنيل منه والطعن في شهادته، من أجل تساؤل فقهي. كان التساؤل:

لماذا التدخين يفطّر؟
هو كالأبخرة وعوادم السيارات وبخار القدور في المطابخ والمصانع..
لو يتفضل المشايخ ويدرسون هذه المسألة ويفتون بأن نوع 1 ملج نيكوتين لا يفطر لاستفاد الكثيرون من صومهم وركزوا في عباداتهم وبحوثهم أما المعسلات والشيش فدخانها كثيف وربما تفطر  تجديد الفقه والنظر في المسائل حاجة ملحة.
أرى أن اعتبار التدخين من المفطرات آت من كراهة الفقهاء له أما الحرمة ففيه خلافات، وإن كانت باعتبار الضرر الصحي، فالأطباء يقولون بضرر كثير من الأطعمة وطرائق تحضيرها
كالمندي والوجبات السريعة لذا يجب النظر في اعتبار التدخين مفطّرا وهو هواء!

بغض النظر عن موقفي الشخصي من التساؤل، والذي لا أتفق أبدا معه؛ ولكني في نفس الوقت لم أجب عنه كوني لستُ من الفقهاء، ولا من المخولين للفتوى.
استوقفتني الردود التي صاحبت هذه التغريدة وهذا التساؤل، وكانت بالنسبة لي غير صادمة أبدا، فلقد تعودنا على الواقع التويتري المأزوم، والتشنج في عدم رد الحجة بالحجة.
(بيقابله الله ويسأله عن كلامه)
(اكتشفت حاجة مو كل من قدامه حرف دال صار دكتور يمكن دبشه)
(ترى مسوي جدال عشان يكسب شهرة)
هذه طائفة من الردود المسيئة وكانت أغلب الردود تنهج هذا النهج بل هناك ماهو أقذع وأنزل رتبة
مما ذكرت، وتحت كل خمسة تغريدات مسيئة هناك رد واحد عقلاني يناقش التساؤل الذي طرحه الدكتور دون التعرض لشخصه أو لشهادته.
كيف نريد التعايش مع الأديان الأخرى، ونقبل الآخر ونحن صدورنا ضيقة من أسئلة بعضنا البعض؟
التعايش ليس سهلا فقد فقال بيسوا (التعايش مع الآخرين تعذيبٌ بالنسبة لي) وقال بعدها مباشرة: (أنا مجبر على التعايش معهم) فالتعايش قضية جبرية ليست اختيارية.
إن كانت لديك الحجة والدليل والبرهان فرد على السؤال، وإن كانت الأخرى فالزم الصمت وحافظ على صيامك.
سيتم الرد على هذا التساؤل من أهل الاختصاص بالدليل النقلي والعقلي دون تهييج أو لمز أو شتم.
وأعيد وأقول ما قلته في مقالة مبيان القوة:
(تجد كل الرذائل الحوارية في تويتر وعلى هامشه، وفي  دهاليزه وادخل أي وسم وستجد النحر الكلامي على أشده.
التطرف هو مجاوزة الحد، وقد تجاوز تويتر الحد.
ساحة تويتر تذكرني بساحة القتال الرومانية، فهناك كان يفوز  الأقوى صاحب العضلات المفتولة، أما هنا في تويتر فيفوز  صاحب اللسان الطويل، والكلمات القذرة، والأوصاف البذيئة).
أنا أعلم علم اليقين أن الدكتور لم يحركه لهذا التساؤل إلا شوقه للنيكوتين، وأنه يريد رخصة من الفقهاء ليمارس تدخينه المحبب؛ ولكن هيهات يا دكتور. وعفى الله عنه فإنه لمز المندي في تساؤله، ولا أدري ما الضغينة أو الشحناء التي بينهما حتى يقول أن  الأطباء يقولون بضرر المندي!
يا دكتور كونك تريد تحليل الدخان فهذا وشأنك؛ لكن ما دخل المندي اللذيذ؟ أتريد أن تفلتنا على وجوهنا لنأكل اللوزين، والبيتزا؟
ارجع إلى رشدك يا دكتور، وإني أنصحك وسيصلك كلامي بعدم التعرض للمندي في قليل أو كثير، في العام والخاص، وإلا…
وإلا كانت الفاصلة بيننا.
علاقتنا في خطر..من أجل المندي.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *