7أبريل

التشوّه الفكري للفرد

وردني سؤال هز أركاني وجعلني أدرك أن فوق كل ذي علمٍ عليم: من المسؤول عن التشوه الفكري للفرد؟

لقد جاءني هذا السؤال من أخي الأكبر الذي له فترة من الزمن وهو يرسل لي مثل هذه الأسئلة العميقة التي ظاهرها طلب المعرفة، ولا أدري ما باطنها.

يرسلها لي -محسن الظن- في العبد الفقير أنه سيجد الإجابة، وكثيرا ما يجدها، وقليلا ما تعزب عني.

تأتي هذه الأسئلة على هيئة لكمات، وكانت أول لكمة تلقيتها ونفذت منها بأعجوبة: ما هو الجمال؟ ثم أتت لكمة يسارية سريعة: هل الحب من أول نظرة؟ وسؤال آخر: هل الألم ضروري لنا في الحياة؟ ثم أصبح جسمي المعرفي مرن لمثل هذه اللكمات الخطافية ليسايرها ويداريها ويدفعها عنه قدر الإمكان.

هناك أسئلة كثيرة تعمل في عقل أخي، وأكون أنا قبلته التي يؤم لها من أجل الإجابة.

أعود للسؤال الذي ورد في رأس هذا المقال.

اعتذرت عن الإجابة وأخبرته أني سوف أسأل الناس ليشاركوني أجوبتهم فأتاني وابلً صيبٌ من الإجابات، فلقد تجاوز عدد التفاعلات مع التغريدة أكثر من 7572 وكانت الإجابات على النحو التالي:

1-الأهل (البيت).

2-المربون بشكل عام ويدخل فيهم المعلمين والنظام التعليمي ككل.

3-المجتمع.

4-الإعلام.

5-السينما.

6-الطابع الأحادي للعلوم.

7-المرء نفسه.

8-الجهل.

9-مواقع التواصل الاجتماعي.

10-الذائقة الجمعية.

11-ركود الإرادة الشخصية للفرد.

12-الأصدقاء.

13-اليأس وعدم الثقة بالنفس.

14-العادات والتقاليد.

15-الضغوط النفسية.

16-الحاجة.

17-إهمال الحكومات للشعوب.

18-عدم القدرة الحقيقية على التفكير الصحيح.

وبعضهم قال أن التشوه يكون حسب عمر الفرد؛ فإذا كان صغيرا فالتشوه مسؤولية المجتمع المحيط به؛ أما إذا كان كبيرا فمسؤولية الفرد نفسه، والبعض اعترض على وصف (التشوه) وقال إن الحاصل هو تغيّر جذري للفكر والسبب طبيعي بسبب مستجدات ومعطيات العصر الحالي.

وقد أفرد الأستاذ محمد البريكي –مشكورا- لهذا السؤال مقالا طويلا شرح فيه مسببات التشوه وبدأ بالتعليم قائلا:

(عندما نعود إلى مناهج التعليم لدينا ربما سنجد خيطاً متعلقاً بهذا السؤال، فمناهجنا لا تُحرّض مطلقاً على التفكير: هناك معلومة، يتقاسمها معك معلمك، دون أن يريك الصورة الكاملة لها، دون أن يحاول المرور على نقيضها من أجل أن يزيد إيمانك بتلك المعلومة -فهو ذاته يعيش عاجزاً في هذه الدائرة منذ طفولته-.. حينها ستؤمن بها فقط لأنك تعلم أن غير ذلك لن يقودك لشيء)، وهذا رابط مقاله إذا أردت قراءته كاملا:
http://v.ht/yALva

وأيضا من الإجابات الجميلة ما قالته الأستاذة لمى فياض، فهي تُحمّل الفرد نصف المسؤولية خصوصا بعد منتصف العشرينات لأن الفرد تجاوز مرحلة التلقي وعليه يجب أن يبدأ مرحلة البحث وإعادة بلورة المفاهيم الخاصة به، وأما النصف الآخر فتضعه على المربين والمدرسة والمعلمين والنظام التعليمي والمجتمع ووسائل الإعلام والسينما وعدة أطراف أخرى.

ومن اللافت أيضا ما ذكره الأستاذ وائل الذكير عن الفيلسوف الألماني إدموند هوسرل بأنه كان يعتقد بأن السبب يكمن في الطابع الأحادي للعلوم التي اختزلت العالم تقنية ورياضية وتخلت عن أفقها لرؤية عالم الحياة الملموس، وذلك حشر علوم الإنسان في (آفاق المعارف المتخصصة) فكلما تقدم في معرفته حُجبت عنه الرؤية الكلية للعلوم.

هذه كانت ردود أفعال الناس وأجوبتهم، والحقيقة أنهم لم يدعوا قولا لقائل؛ ولهذا فإني ألتزم الصمت في هذا الموضوع، وأكتفي بالآراء الواردة؛ فلابد أن نعلي من قيمة الصمت في الجو الذي قد أُخذت فيه أزمة الكلام.

لا ينبغي أن يكون للإنسان رأي في كل شاردة وواردة، وإذا كفاك أخوك في مقامك فاحمد الله، ولا تكن مهذارا وتدس خشمك الطويل في كل موضوع.

سأبقي على خشمي في وجهي ولن أدسه في التشوه الفكري للفرد.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    تعليق واحد

    1. ربما تختزل جميع الإجابات في إنه أي شيء
      يخالف الفطره الأنسانية السليمة مسؤول أياً كان
      نوعه و مصدرة و سببه .

      مع إن خشمي مب طويل ولا أنا مهذاره ..بس قلت اشارك مع الناس ☺️

    أضف رد على Exit إلغاء الرد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *