24يناير

البغاء أو الجسد المستباح

كتاب البغاء أو الجسد المستباح للدكتورة فاطمة الزهراء ازرويل.

فاطمة الزهراء ازرويل كاتبة وأكاديمية مغربية.

هذا الكتاب يتحدث عن البغاء في المغرب؛ ولكنه في الوقت نفسه ليس بجرد شامل للظاهرة ولا يعتمد على إحصائيات شاملة ودقيقة؛ ولكنه يلقي الضوء على عوامل الظاهرة ومترتباتها.

أصل الكتاب حوارات أجرتها المؤلفة مع ستين امرأة يمارسن البغاء تتراوح أعمارهن بين 18 إلى 38 سنة سُجلت هذه الحوارات على فترات متباعدة بين سنوات 1985 إلى 1998 م.

تقول الباحثة أن أسباب بيع المغربيات لأجسادهنّ هي:

1-طريقة سهلة للحصول على المال وإعالة أنفسهنّ.

2- تلبية حاجات أطفالهنّ وأسرهنّ.

3- تحقيق مستوى لائق من العيش.

4- عدم امتلاك أية مؤهلات للحصول على مال.

بالإضافة إلى الأمية والفقر والاغتصاب والتحرش الجنسي، والزواج المبكر، والتفكك العائلي، والعنف ضد النساء، وهناك أيضا عوامل أخرى ساعدت في انتشار البغاء بشكل عام مثل التساهل الاجتماعي والتواطؤ العام وتوفر أماكن الدعارة.

وتقول المؤلفة أن الزجر القانوني وحده لن يحدّ من الظاهرة التي غدت تهدد فتيات لم يكدن يغادرن عالم الطفولة، مستعدات لبيع أجسادهنّ لمن يدفع مقابلا؛ كما أن الموعظة الأخلاقية لن تحد منها.

ما يحدّ منها فعلا هو التفكير الجذري الذي يعبّر عن نفسه في إجراءات عملية وملموسة، لتخليص الفتيات من الأوضاع المزرية التي يعانين منها بفعل انتمائهنّ إلى الطبقات الفقيرة، وحرمانهنّ من كل المكتسبات التي تمكنهنّ من كسب الرزق بالطرق المشروعة التي لا تحط من شأنهنَ.

مما أذهلني في الكتاب القسوة المفرطة للرجل المغربي التي تصل إلى ضرب المرأة والطفل بل إطفاء سيجارة في رجل طفل لم يبلغ عامه الأول، وكذلك ضرب المرأة على ثديها حتى يُجرح وينزل الدم!!

صراحة إذا صدقت هذه الحوارات فإن هذه التصرفات لا تعكس رجل الألفية أبدا، وإنما تعود بنا إلى رجل الكهف الأول الموغل في القدم، والموغل في الجهل.

الكتاب عبارة عن قصص مأساوية لفتيات عرضن أجسادهن للبيع من أجل الظروف السوسيو- اقتصادية.

من المخجل الحقيقة أنني أنتمي إلى نوع الرجال، نفس النوع الذي لديه الجرأة في مد يده على النساء والأطفال بل والتعنيف بكامل صوره المالي والنفسي والجسدي.

إذا استمر الوضع هكذا في تعامل الرجال مع النساء فإن المرأة تمشي في حلقة مفرغة، ستعود إلى نقطة البداية التي تخطتها منذ زمن الجاهلية.

إن العنف الذكوري الذي يُمارس على المرأة في كل مجالات الحياة مرفوض تماما؛ وأنا إذ أقول هذا الكلام ليس من باب التلطف مع المرأة والتودد لها، بل هذا ما يمليه عليَّ ضميري، وأخلاقي، وتربيتي التي درجتُ عليها.

الكتاب من إصدارات دار أفريقيا الشرق، يقع في 160 صفحة من القطع المتوسط الصادر عام 2001م.

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *